كان الشعراء في العصر القديم يستخدمون أشعار الغزل لما تبثه من سهولة الألفاظ ووضوح الكلام، وكان يعبرون فيه عن مشاعرهم تجاه محبوباتهم أو بواسطة التعبير عن المشاعر التي يمرون بها، فكانوا يعدونه رمزًا من رموز الشعر، وكان الشعراء يبدؤون في أشعار الغزل بالوقوف على الأطلال ثم بعد ذلك وصف المحبوبة ومحاسنها وجمالها وبعد ذلك البكاء على الديار.
في هذا المقال سوف نتناول الحديث في منصة جوك عن أهم أشعار الغزل وأشعار الغزل القصيرة وكذلك أشعار الغزل للعشاق وأيضًا أشعار الغزل في المرأة.
اقرأ أيضاً أجمل شعر غزل وحب للأعرابي ونزار قباني
أشعار الغزل
تعد أشعار الغزل من أكثر الفنون الشعرية التي تتميز بسهولة ألفاظها ووضوحها، لذلك يلجأ إليها الشعراء في العصر القديم، فكانوا يبثون فيها ما بداخلهم من مشاعر سواء كانوا يمرون بها أو مشاعر تجاه المحبوب أو البكاء عند لحظات الفراق.
كان الشعراء في العصر القديم يستخدمون أشعار الغزل وبذلك تنوعت مقاصد الشعر عندهم، فيوجد من يستخدم أشعار الغزل بغرض المدح، ويوجد من كان يستخدمه بغرض الهجاء وآخر يستخدم الغزل الفاحش ومن يستخدم الغزل الصريح أو الغزل العفيف وغيره من أنواع الغزل المختلفة.
في السطور التالية سوف نذكر لك عزيزي القارئ بعضًا من الأبيات الشعرية التي قيلت فيها أشعار الغزل، وكان أبرزها كلمات الأعشى في الغزل، إذ قال أشعار الغزل في المرأة، فكان الأعشى يحترم وجود المرأة وينظر إليها كما ينظر إليها المجتمع بأنها النصف الثاني للحياة وكان يمدح المرأة بأفضل كلمات المدح ويصف جمالها وحسنها، فكان يسرح بخياله، وكان أول ما لفت انتباه الشاعر هو جمال المرأة الجسدي فكتب بعضًا من الأبيات الشعرية التي تحدث فيها عن جمال المرأة ومنها:
تَلألُؤهَا مِثْلُ اللّجَيْنِ، كَأنّمَا
تَرَى مُقْلَتَيْ رِئمٍ وَلوْ لمْ تَكَحّلِ
سَجوّينِ بَرْجاوَينِ في حُسنِ حاجبٍ
وَخَدٍّ أسِيلٍ، وَاضِحٍ، مُتَهَلِّلِ
وَتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثّنَايَا، كأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُهُ مُتَنَاعِمُ
وَبارِدٍ رَتِلٍ عَذبٍ مَذاقَتُهُ *** كَأَنَّما عُلَّ بِالكافورِ وَاِغتَبَقا
ﻣﺑﺗﻠﺔ ھﯾﻔﺎء رود ﺷﺑﺎﺑﮭﺎ *** ﻟﮭﺎ ﻣﻘﻠﺗﺎ رﺋم وأﺳود ﻓﺎﺣم
وبجید معزلة إلى *** وجه تزینه النضاره
وثدیان كالرمانتین وجید هما *** كجید غزال غیر أن لم تعطل
تحدث الأعشى في الأبيات السابقة عن جمال المرأة وقال إن عيني المرأة هي أكثر الأعضاء التي لفتت انتباهه، وأصبح يتناول في حديثه مدح جمال عيني المرأة وشبهها بعيون الغزلان من شدة جمالها، وبعد ذلك وصف جمال خدها ونعومته المختمرة وراء الخمار التي تدل على أنوثة المرأة وجمالها، ثم بعد ذلك ذكر رائحة فمها التي تجذبه بشدة، ووصف جمال شفاهها دون خجل أو حياء، وبعد ذلك يستدرج الحديث عن جمال شعرها ولونه الأسود الذي يفتنه.
اقرأ أيضاً ما قاله امرؤ القيس عن شعر الغزل
أشعار الغزل القصيرة
كان الشعراء يستخدمون في أبياتهم الشعرية التعبير عن مشاعرهم وعن وصف محبوباتهم، وكذلك يستخدمون الأبيات الشعرية من أشعار الغزل التي تحتوي على وضوح الألفاظ وسهولتها، وأيضًا يستخدمون المعاني السهلة الواضحة التي يصفون فيها من يحبون كما يلي:
يا من سرق قلبي مني
يا من غير لي حياتي
يا من أحببته من كل قلبي
يا من قادني إلى الخيال
حبيبي..
أهديتك قلبي وروحي
وبين ضلوعي أسكنتك
ورسمت معك أحلامي
ووعودي
تواعدنا..
أن نبقى سويًّا مدى الحياة
أن نجعل حبنا يفوق الخيال
أن نكتب قصة حبنا في كل مكان
أن نغسل قلوبنا من نهر عذاب
الفراق
من أمام أعيننا الأحلام
ومن حبنا أوصلنا الحب إلى الفراق
ومن نبضات أنين اعتلت القرار
ومن قصة حبنا التي تجبر على الاحتضار
هكذا انتهينا
واصبح كل منا للآخر ذكرى عابرة
يغتالها الغياب
يقول الشاعر في الأبيات السابقة إنه عشق وأحب، وإن الذي أحبها خطفت قلبه وحياته وأصبح كل تفكيره فيها.
يقول أيضًا إنه أحبها من داخل قلبها وإنه من كثرة حبه لها يسرح في عالم الخيال ويظل قلبه متعلقًا بها.
ويقول الشاعر إنه رسم حياته المستقبلية معها وأعطاها قلبه وحياته وعقله ولا يستطيع العيش من دونها، ويظل يتحدث الشاعر عن مدى حبه لها وعن لهفته عليها ويتدرج بالمعاني إلى البكاء والحزن على فراقها وغيابها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.