هل سألت نفسك في يوم من الأيام ما أصعب سؤال في العالم؟ بالطبع يبدو هذا الكلام مستفزًّا للتفكير للبحث عن الأسئلة التي ليس لها إجابات، أو حتى الأسئلة التي تعد إجاباتها نسبية ولا يمكن تحديد إجابة نهائية لها، وربما يقفز عقلك إلى الإجابات العلمية التي لم يتوصل لها الإنسان حتى الآن، في السؤال عن سلوكيات وتفاعلات وأمراض يراها العلم ويدرسها لكنه لا يجد لها إجابات أو تفسيرات أو علاجات حتى الآن، مثل السرطان والإيدز وغيرها.
ورغم ذلك فإن العلم قد يصل إلى إجابات في المستقبل، فإنه توجد أسئلة قد لا يكون لها إجابة أبدًا.
وفي هذا المقال سنطرح مجموعة من الأسئلة التي تعد أصعب أسئلة في العالم نظرًا لطبيعتها ونسبيتها وكذلك لغيبيتها وخصوصيتها الشديدة.
اقرأ أيضاً قوة الأسئلة لإثارة الأفكار الخارقة
مجموعة من أصعب الأسئلة في العالم
السفر عبر الزمن
من أكثر المواضيع التي يمكن أن تحتوي على أسئلة صعبة ومتناقضة وبلا إجابات فكرة التعامل مع الزمن والوقت.
ورغم أن هذه المسألة قد حدث لها أكثر من طفرة على مستوى التناول وخصوصًا بعد النظرية النسبية لأينشتاين، إذ بدأ التفكير في استخدام الطاقة من أجل الوصول إلى سرعة تسمح بإبطاء الزمن ومن ثم التنقل بين الأزمنة المختلفة.
فإن هذه الافتراضية قد لاقت كثيرًا من الاعتراضات من أطراف متعددة، منها القائم على أساس ديني ومنها القائم على أساس علمي، إضافة إلى بعض الافتراضات المنطقية التي لم تجد إجابات، مثل فرضية الشخص الذي يسافر إلى الماضي ويقتل جده أو أباه فكيف سيولد؟ وإذا لم يولد فكيف سيموت جده الذي تسبب موته في عدم ولادة الشخص؟
وكذلك فإن التفكير في منطق يحافظ على فكرة السفر عبر الزمن وكذلك يبرر لهذه الفرضيات التي تبدو منطقية يذهب دائمًا إلى لا شيء، فلا شيء علميًّا بحتًا يمكن القياس عليه في مسألة الزمن، ولا الأسئلة المتعلقة بالزمن وتغيير الماضي وصناعة المستقبل، لذا فإن الأسئلة المتعلقة بالزمن ستبقى من أصعب الأسئلة الموجودة في العالم حتى حين.
الكائنات الفضائية
كذلك يعد موضوع الحياة خارج كوكب الأرض من المواضيع التي تمتلئ بالأسئلة التي ليس لها إجابات، ومعظم الإجابات التي تتردد حين يطرح السؤال عن وجود كائنات أخرى تعيش خارج كوكب الأرض معظمها إجابات فلسفية أو على الأقل إجابات افتراضية، سواء كانت هذه الإجابات تخرج عن علماء أو مفكرين.
فإن الأمر لا يمكن حسمه رغم وجود شائعات قوية تتردد عن حدوث اتصالات مع كائنات فضائية أو على الأقل محاولة الاتصال بكائنات فضائية في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الأمر غير واضح وغير مؤكد.
وقد تناولت أفلام السينما والروايات الخيال العلمي هذا الموضوع بأساليب مختلفة ومتنوعة، استهدف في معظمها المتعة التي تعتمد في الأساس على غموض هذا الموضوع وعدم وضوحه، لذا فإن السؤال عن وجود كائنات فضائية أو حياة خارج كوكب الأرض أو حضارات على كواكب أخرى تحاول الاتصال بالأرض أو تحاول الاصطدام بها ما هو إلا سؤال صعب ليس له إجابة حتى الآن.
اقرأ أيضاً أسئلة صراحة محرجة أثناء التجمعات العائلية
أسئلة صعبة ليس لها إجابة
إدراك الإنسان للأشياء
يعد موضوع الإدراك من المواضيع التي تكثر فيها الأسئلة وأيضًا دون الوصول إلى إجابات حاسمة أو واضحة أو نهائية، إذ يتساءل المفكرون والعلماء عن ماهية الإدراك ومكانه في جسم الإنسان.
فإذا كان الإدراك موجودًا في المخ فلماذا لا يوجد إدراك عند الحيوانات مثل الإنسان، فهي أيضًا تمتلك المخ إلا أنها تؤدي وظائف محدودة ولا تصل إلى درجة الإدراك، فكيف يتميز الإنسان وأين يوجد مركز الإدراك؟
بالطبع توجد إجابات كثيرة وكتب وأبحاث لتجيب عن هذا السؤال، إلا أنها تظل في النهاية إجابات نسبية وتعبر عن آراء إلى حد ما فلسفية وليست علمية أو يمكن قياسها والتأكد من صحتها أو في الأقل درجة صحتها، فبعض الإجابات تتحدث عن الإدراك الذي يتمثل في كامل الجسد، وبعض الإجابات تذهب إلى الناحية الدينية وتقول إن الخالق هو من منح الإنسان هذا الإدراك وميزه عن باقي المخلوقات وهو غير محدود أو يمكن الإحاطة به مثل الروح.
وبعض الإجابات العلمية تتحدث عن طبيعة مخ الإنسان وقدراته غير المحدودة مقارنة بمخ الحيوانات والطيور، وهو ما يجعل مسألة الإدراك متعلقة بقدرات المخ البشري، فإنه لا توجد دلائل أكيدة على هذا الكلام، إضافة إلى أن دراسة المخ البشري لم تصل حتى الآن إلى الإحاطة بكل ما هو موجود في المخ، بالإضافة إلى كل ما يستطيع المخ فعله.
لذا ستبقى هذه الأسئلة عن الإدراك وكيفية عمله ومكانه في الإنسان من الأسئلة التي يمكن أن نعدها من أصعب الأسئلة في العالم.
وبهذه الطريقة يمكن أن نجد عشرات المواضيع التي فيها أسئلة بلا إجابات محددة أو نهائية، وقد قدمنا أمثلة عن هذه المواضيع والأسئلة، مثل الكائنات الفضائية والانتقال عبر الزمن والإدراك، وهو ما نرجو أن يكون قد أوضح الفكرة تمامًا ببساطة ومتعة وفائدة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.