اختبار الألوان أو اختبار لوشر هو من أهم الاختبارات النفسية في الوقت الراهن حول العالم، وذلك لأنه يتميز بالكثير من المميزات وأهمها هو دقة تشخيص الحالة النفسية، وذلك لأنه لا يعتمد على تحدث الفرد، بل على اختيار الألوان من خلال كُتيب الأخبار.
اقرأ أيضاً طاقة المكان.. كيف تجلب المال والراحة النفسية؟
ما هو اختبار لوشر لقياس النفس ؟
اختبار لوشر لقياس النفس البشرية أو اختبار الألوان لتشخيص الحالة النفسية للفرد.
في البدء سوف نتعرف على من هو لوشر؟
ماكس لوشر هو عالم سويسري ولد في عام 1923م، عمل رئيساً لقسم التشخيص النفسي في جامعة زيورخ، ومعالجاً، ومدرساً في جامعة بازل السويسرية، وعمل أيضاً لدى جامعات في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ماكس لوشر لهُ العديد من الكتب المكتوبة باللغة العلمية الرصينة التي يصعب قراءتهِا إلا من قِبل المهتمين بعلم نفس الألوان، حيث قدم لوشر رسالته للدكتوراة عن الألوان وتأثيرها علينا كبشر، ومن هنا اكتُشف الاختبار النفسي لوشر الذي سماه نسبة إلى اسمه.
اقرأ أيضاً غقدة نقص.. دوافعها وطرق علاجها
الألوان والصحة النفسية
قام البروفيسور ماكس لوشر باكتشاف العلاقة الفطرية بين البشر والألوان حيث كُل لون له معنى شعوري لدى جميع البشر، وذلك استناداً إلى أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي باستطاعته التمييز بين سبعة إلى عشرة مليون لون؛ وهذا لأن المخ البشري لديه أكبر مساحة مخصصة لتحليل الألوان والصور.
شرعَ البروفيسور لوشر بعمل اختبارات على أربعة آلاف وخمسمئة درجة لون بحيث استطاع معرفة المعاني النفسية للألوان، وقال لوشر: "الألوان في حد ذاتها ليست قيمة، بل إنها رموز لوصف المشاعر حيثُ نستطيع وصف الشعور بالشكل واللون والموسيقى، لكن وصف الشعور باللون عن طريق حاسة البصر بالشكل المباشر هو أسرع وأسهل مما عليه في الموسيقى، فمثلاً وصف شعور الحزن يحتاج إلى مقطع من الأنغام الموسيقية فلا نستطيع وصف الشعور من خلال نوتة واحدة فقط".
أداة قياس الحالة النفسية من خلال الألوان
ظهر اختبار لوشر كأداة لقياس الحالة النفسية الإنسانية من خلال الألوان، وفي عام 1947م كان الاختبار في بادئ الأمر من صفحة واحدة تتضمن ثمانية ألوان وهي: اللون البني، والأزرق، والأخضر، والأسود، وكذلك البنفسجي، والأحمر، والأصفر، والرمادي، ولكل لون من هذه الألوان دلالة شعورية معينة.
وهذا الأمر قد تلاحظه من خلال حبك ارتداء لون معين من الألوان التي تحب النظر إليها أو بشكل أدق الألوان التي تشعر بانجذاب نحوها والارتياح لها، وهي تعبر عما في داخلك من شعور، وهذا ما يفسر ميل الإنسان في فترة المراهقة إلى الألوان البراقة وذلك تعبيراً عما لديه من شعور البهجة والإقبال على الحياة.
تطور الاختبار على مدار سنوات ليصبح عبارة عن كُتيب من ثماني صفحات، لكل صفحة هدفاً يكشف جانباً من الجوانب النفسية الإنسانية، فكل صفحة من هذهِ الصفحات الثماني تمثل أحد الألوان التي ذكرناها سابقاً، فمثلاً اللون الرمادي يكشف عن علاقة الإنسان بخالقهِ وأيضاً علاقته بنفسه؛ أي هل يرى اللَّه رؤوفاً رحيماً أم شديد العقاب؟ وهل يرى نفسه يستحق الحياة الطيبة أم عكس ذلك؟
اقرأ أيضاً كيف تزيدين من طاقتك أثناء الحمل
العقل الباطن في اختبار لوشر للقياس النفسي
في اختبار لوشر يتم الكشف عن المعتقدات والصدمات المخزنة في العقل الباطن التي ينتج عنها ردة الفعل التلقائية في المواقف اليومية من أصغرها إلى أكبرها، ويكشف شعورك الدائم تجاه نفسك، وتجاه كُل شيء حولك في هذه الحياة.
إن ما يميز هذا الاختبار في تشخيص الحالة النفسية مميزات كثيرة؛ فهو اختبار يسهل على الطفل ذي الخمس سنوات للقيام به، فالاختبار قائم على اختيار اللون الذي يلفت انتباهه، والإجابة لا تعتمد على ذاكرة المراجع، ولا على ما يريد قوله، فهو يقوم باختيار الألوان من الكُتيب فقط لا غير، ففي بعض الأحيان يصعب علينا وصف ما نشعر به، لكن باختبار لوشر يتم الإفصاح عما في داخلنا الذي لا نعلم به مما يجعل نسبة صحة التشخيص مئة بالمئة، وتتم عملية الاختبار لمدة خمسة دقائق فقط.
نحن نعرف أن لكل اختبار مرجعية علمية لمعرفة الحد الأدنى والحد الأعلى لأي شيء يُعرض للقياس، حيث اتبع ماكس لوشر المرجعية في قياس النفس البشرية هو الكون نفسه بحسب نظرية الفيلسوف (إيمانويل كانت) التي تنص على أن الارض تدور حول نفسها وفي نفس الوقت تدور حول الشمس، فلذلك علاقة الأرض ليس فقط مع نفسها والشمس، بل مع بقية الكواكب الأخرى؛ فما بين الأرض والشمس والكواكب هي علاقة ثابتة حيث لا يمكن أن تكف الأرض عن الدوران حول الشمس، فهي ثابتة في العلاقة لكن متغيرة بحجم المسافة؛ فالأرض تقترب وتبتعد من الشمس والكواكب الأخرى أيضاً.
فوائد اختبار لوشر
يقول لوشر إن باستطاعته وصف أي شعور إنساني من خلال اتباع حركة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، حيث يرتبط دوران الأرض حول نفسها بعلاقة الإنسان مع نفسه، ودوران الأرض حول الشمس وبقية الكواكب بعلاقة الإنسان مع الآخرين التي وصفت بالأبعاد الثلاثة لهذه العلاقة وهي: المسافة، والاهتمام، والتأثير.
ومن خلال هذه الأبعاد يتم وصف الشعور الإنساني؛ فالمسافة تصف شعور القرب أو البعد تجاه النفس والآخرين، والاهتمام يصف اهتمامك بنفسك تارة واهتمامك بالآخرين تارة أخرى، والتأثير هو إما أن يكون الإنسان مؤثراً في الآخرين أو متأثراً بهم.
بالإضافة إلى أن اختبار لوشر يُساعد الفرد في معرفة نفسه وما لديه من اضطرابات نفسية تقف بينه وبين الحياة الطيبة، وهو أيضاً يُساعد في الإفصاح عن جانب الإتقان والإبداع لدى الأشخاص الذين يمتهنون بعض المهن الاحترافية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.