منال البارودي نوفمبر 18, 2023, 10:46 ص

الترندات وتأثيرها السلبي في المجتمع وتغيير الثقافات

تشغل السوشيال ميديا مساحة كبير من حياة الفرد والمجتمع، إذ يشهد عالمنا الحالي اختلافًا كبيرًا في ثقافات الناس واستخداماتهم للهواتف الجوالة.

فلم يعد هذا الجهاز الصغير مجرد وسيلة للاتصال بين الأهل والأقارب وأصحاب العمل، بل أصبح وسيلة للربح والحصول على مكاسب متزايدة بتزايد الأفكار والموضوعات التي يتناولها الشخص مع متابعيه على صفحته، سواء كانت هذه الموضوعات مكتوبة أو مرئية (فيديو) أو بالبث المباشر مع الجمهور.

ولا عيب في ذلك، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في استغلال بعض الأشخاص هذه التقنية استغلالًا خاطئًا ومحاولة الحصول على مكاسب مضاعفة بالإساءة للسمعة والتطرق لحياة الناس الشخصية والمهنية وعرض حياتهم على المنصات المختلفة لصناعة ما يسمى الترند.

اقرأ أيضًا كيف تحقق التريند؟!

ما الترند؟

بداية يقصد بالترند الخبر الأكثر شهرة واهتمامًا لدى الناس على منصات التواصل الاجتماعي، وهو خبر أراد صاحبه تحريك الرأي العام تجاه موضوع معين، ومن وجهة نظري أنه يوجد اتجاهان لصناعة الترند، كما يلي:

أولًا: الترند الإيجابي

وتعتمد فكرته على استغلال خبر حقيقي سواء كان خبرًا علميًّا أو فنيًّا أو اقتصاديّا، كالتطرق لموضوع غلاء الأسعار أو عرض أفكار جديدة عن الموضة أو مناقشة أي موضوع يهم الرأي العام.

ثانيًا: الترند السلبي

ويعتمد على التطرق لحياة الناس الشخصية وعرض بعض الصور أو الفيديوهات الغريبة وغير المهمة عنهم، كذلك تأليف أخبار كاذبة للحصول على مشاهدات كثيرة ومتابعين دائمين للصفحة.

على سبيل المثال: نسمع دائمًا مقولة (ظهور مفزع للفنانة...)، أو (هل تتخيل ما السبب الحقيقي لطلاق الفنانة...)، (التعدي بالضرب على المدرس الفلاني).

حتى الأحزان لم تسلم من الترندات، فقد نجد صورًا عجيبة ومواقف مختلفة لأحداث جرت في أثناء عمل واجب العزاء، دون مراعاة صاحب الترند لمشاعر الناس وحزنهم، فالهدف فقط هو جلب المشاهدات.

إنه لأمر مخزٍ أن يجعل بعض التافهين قوت يومهم من إهانة الناس وتجريحهم، أو معايرة الفنانين بالتقدم في السن وظهور علامات الكبر عليهم، أو عرض المواقف الرخيصة وظهور أسوأ ما في المجتمع.

والأمر الأصعب أن يهتم المثقفون بتلك الأخبار الرخيصة ويقبلون على مشاهداتها أو حتى يكتبون عنها بعض الآراء.

وفي رأيي أن تجاهل تلك الأخبار ومن ثم تجاهل أصحاب تلك الصفحات الهابطة، قد يكوِّن ثقافة الأفراد من جديد، ويجعلهم دائمًا على حذر من هدر كثير من الوقت في إعداد موضوعات غير ذات قيمة.

بقلم منال البارودي

باحثة إدارية ولي مؤلفات في مجال الإدارة والتنمية البشرية

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة