السير فرانسيس دريك.. أشهر بحار في العصر الإليزابيثي

شارك فرانسيس دريك في بعض رحلات العبيد الأولى إلى إفريقيا. وقد اكتسب شهرة لقرصنته، أو قرصنته ضد السفن والمستعمرات الإسبانية.

أرسلته الملكة إليزابيث إلى أمريكا الجنوبية في 1577، وعاد إلى بلاده عبر المحيط الهادئ، وأصبح أول إنجليزي يبحر حول العالم، فكافأته الملكة بلقب فارس. وفي 1588، شغل دريك منصب قائد ثانٍ في أثناء الانتصار الإنجليزي على الأرمادا الإسبانية. هو أشهر بحار في العصر الإليزابيثي. 

اقرأ ايضاََ ظهور أوكتافيوس عام 44 ق.م والمؤامرات التي قام بها ضد أنطونيوس

حياته الأولى 

وُلد في ديفونشاير ما بين 1540 و1524 بانجلترا. كان فرانك دريك ابنًا لفلاح مستأجر في ملكية لورد فرانس راسل، إيرل أوف بيدفورد. ربَّته عائلة هاوكنز في بليموث، هذه العائلة عملت تجارًا وقراصنة (يُشار إليهم غالبًا بالقراصنة). وذهب إلى البحر للمرة الأولى في عمره مع أسطول عائلة هاوكنز، وبحلول ستينيات القرن 15، حاز على قيادة سفينة. 

تجارة العبيد

أبحر دريك وابنة عمه جون هاوكنز لإفريقيا للانضمام إلى تجارة الرقيق الوليدة. وعندما أبحروا إلى إسبانيا الجديدة لبيع أسراهم للمستعمرين هناك (وهذا كان ضد القانون الإسباني).

حوصروا في هجوم إسباني في ميناء سان جون لواسيه المكسيكي، وقُتل كثير من رفقائهم في الحادث، ورغم ذلك هرب دريك وهاوكنز، وعاد دريك إلى انجلترا وقد تكوَّن لديه كراهية مدى الحياة لإسبانيا وحاكمها، الملك فيليب الثاني.

قرصان للتاج البريطاني

بعد قيادة حملتين استكشافيتين إلى جزائر الهند الغربية، أثار دريك اهتمام الملكة إليزابيث الأولى، فمنحته مهمة قرصنة، لقد منحته فعليًّا الحق في نهب المواني الإسبانية في الكاريبي، وفعل دريك ذلك في 1572، واستولى على ميناء نو مبري دي ديوس (نقطة إنزال للفضة والذهب التي جلبها من بيرو).

وعبر مضيق بنما، حيث شاهد المحيط الهادئ الكبير الشاسع، وعاد إلى انجلترا مع كمية كبيرة من الكنوز الإسبانية، في إنجاز أكسبه سمعة قرصان بارز.

وفي 1577، كلَّفت الملكة إليزابيث دريك بقيادة رحله استكشافية حول أمريكا الجنوبية عبر مضيق ماجلان الشهير بالعاصفة. وابتليت الرحلة بالنزاع بين دريك ورجلين آخرين مكلفين بالقيادة المشتركة.

وعندما وصلوا قبالة ساحل الأرجنتين، اعتقل دريك أحد رجال توماس دوغتي وحاكمه وأعدمه، بزعم التخطيط لتمرد. ومن الأسطول المكون من 5 سفن، فُقدت سفينتان في العاصفة، وعاد القائد الأخير جون وينتر بواحدة إلى انجلترا، واختفت الأخرى. وكانت سفينة دريك التي تبلغ 100 طن، البيلكن، والتي أعاد تسميتها بهند جولدن، السفينة الوحيدة التي وصلت إلى المحيط الهادئ في أكتوبر 1578.

اقرأ ايضاََ حرب بيروسيا الفوضوية في إيطاليا عام 41 ق.م

إبحار دريك حول العالم

بعد سلب موانئ إسبانيا على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، توجَّه دريك شمالًا في البحث عن ممر إلى المحيط الأطلنطي. وزعم أنه سافر شمالًا حتى 48 درجة بالتوازي مع فانكوفر، كندا، وقبل أن تعيده ظروف البرد القارس، رسا دريك بالقرب من سان فرانسيكو اليوم، واشترى الأرض المحيطة، والتي أطلق عليها نيو البيون، للملكة إليزابيث.

ثم عاد غربًا عبر الباسفيك في يوليو 1579، وتوقَّف في الفلبين وجلب التوابل من جزر الملوك. ثم أبحر حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا ووصل عائدًا إلى ميناء بليموث في إنجلترا في سبتمبر 1589.

وعلى الرغم من شكاوى الحكومة الإسبانية حول قرصنته، كُرم دريك كونه أول رجل إنجليزي يبحر حول العالم، وأصبح بطلًا شعبيًّا. وبعد أشهر من عودته، منحته الملكة شخصيًّا لقب فارس على متن جولدن هند. 

الأرمادا الإسبانية

في 1585، ومع تصاعد الأعمال العدائية مرة أخرى بين انجلترا وفرنسا، منحت الملكة إليزابيث دريك قيادة أسطول مكون من 25 سفينة. فأبحر إلى الهند الغربية وساحل فلوريدا، ونهب دون رحمة مواني إسبانية هناك، واستولى على سانتيجو في جزر كيب فيردي، وقرطاجنة في كولمبيا، وسانت أوغسطس في فلوريدا، وسان دومينجو (سانتو دومينجو عاصمة جمهورية الدومنيكان).

وفي رحلة العودة، أنقذ استعمارًا عسكريًّا إنجليزيًّا فاشلًا على جزيرة رونوك قبالة كارولينا في 1586. والجزيرة سيئة الحظ كانت ساحة لاختفاء غريب لنحو 100 مستعمر إنجليزي، لم يُعثر على أي منهم على الإطلاق.

بعد ذلك، سافر دريك بأسطول كبير إلى ميناء كاديز ودمَّر عددًا كبيرًا من السفن التي كان يجري إعدادها للأرمادا الإسبانية في 1588.

وقد شغل دريك منصب قائد ثانٍ للأدميرال تشارلز هوارد في الانتصار الإنجليزي على الأسطول الإسباني المفترض أنه لا يقهر.

سنواته الأخيرة

بعد رحلة استكشافية فاشلة 1589 للبرتغال، عاد دريك إلى بلاده إنجلترا لسنوات عدة، حتى استدعته في رحلة أخرى في الممتلكات الإسبانية في الهند الغربية في أوائل 1596.

أثبتت الرحلة الاستكشافية فشلًا ذريعًا. وتصدت إسبانيا للهجمات الإنجليزية، وأُصيب دريك بالحمي والزخار.

وتوفي في أواخر يناير 1596 قبالة سواحل بيرتو بيلو الآن بوتسلو بنما، وغُطي في نعش مبطن بالرصاص بدرعه كاملًا ودفن في البحر

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نبذة عن الكاتب