مهما كان عمرك أو طبيعتك الشخصية أو ظروفك المكانية والحياتية، فلا بد أنك قد مررت بالحب، وارتبطت بشخص أو شيء أو مكان أو هواية كما أحب المحبون والعاشقون.
ورغم عمق وقوة ووضوح هذا الشعور الجميل؛ فإننا جميعًا لا نملك له تعريفًا واحدًا، ولا نستطيع أن نقيده بعبارة محددة.
اقرأ أيضًا ملخص 8 روايات رومانسية تستحق القراءة
تعريف الحب وأحواله
وقد يكون هذا الأمر جزءًا من سحر وجمال الحب الذي خلقه لنا الله ليكون رابطًا ومتنفسًا كبيرًا لمشاعرنا وأرواحنا، لا سيما للأشخاص الذين يتميزون بحساسية عالية ورقة في المشاعر.
فقد يكون الحب زاد المحبين الذي يعوض خسائر ونواقص الحياة والظروف والعلاقات ويعين المسافرين على طول الرحلة وصعاب الطريق.
فلكل الذين مروا بدرب الحب، ولهؤلاء الذين يبحثون عن معنى أو تفسير أو تعريف للحب ومفرداته المتعددة كالعشق والغرام والهيام والمودة وغيرها.
نقدم في هذه المقالة ما يمكن القول إنه خلاصة بحث وتفكير واستماع إلى آراء وأقوال المدربين والخبراء والمفكرين عن الحب وأحواله وأنواعه.
ما يضعك أيها القارئ العزيز أمام ما تبحث عنه ببساطة وسهولة بما يناسب الأعمار والثقافات ودرجات الوعي كافة، ليمشي الجميع جنبًا إلى جنب في مدينة الحب.
اقرأ أيضًا قوة الحب أم حب القوة؟
ما الحب؟
هذا الشعور السحري الذي يمنحنا الرضا عن أنفسنا والمرتبط بانجذابنا وتعلقنا بشخص أو شيء ما، هو أعقد المشاعر وأكثرها تركيبًا، لكنه أكثرها تأثيرًا في الوقت نفسه.
فالحب انجذاب وارتباط وتعظيم لشخص أو شيء ما يصاحبه تفاعل نفسي ورغبة في الارتباط الأبدي بهذا الشخص أو هذا الشيء.
وقد يختلف الحب من شخص إلى آخر، بل ويختلف الحب نفسه بين حب بدرجة معقولة وحب بدرجة جنونية، فبين هذا وذاك تمتزج مشاعر أخرى بالشعور الرئيس وهو الحب، لتزيده اشتعالًا أو تقلل من وطأته على النفس، مثل مشاعر الرغبة في التضحية والعطاء وتقديس الطرف الآخر تقديسًا غير منطقي.
ولهذا نجد عبارات كثيرة تندرج تحت عبارة الحب مثل الهيام والعشق والجوى والمودة، وذلك تأكيدًا على أن للحب درجات لا درجة واحدة.
ولذلك فإن تعريف الحب لا يمكن أبدًا أن يكون تعريفًا واحدًا جامدًا يناسب كل الأشخاص وكل الحكايات التي يكون الحب فيها هو البطل.
اقرأ أيضًا أنواع الحب عند الإعريق.. تعرف عليهم الآن
ما العشق؟
لأن الحب درجات فإن العشق هو درجة عالية من درجات الحب؛ لأن العقل يبدأ في التلاشي تمامًا، وتحل العاطفة مكانه في التفكير وفي الأفعال.
ففي الحب نرتبط بالشخص أو الشيء في حين عقلنا يعمل ويرى ويضع النقاط على الحروف، فإذا أحببنا شخصًا فإننا نرى عيوبه ونحبه بهذه العيوب.
ويمكننا أن نحاول معالجة هذه العيوب وإصلاحها إلا أن العشق لا يرى العيوب، فغياب العقل في العشق هو أمر أساس، فنحن نرى الشخص أو الشيء الذي نحبه بلا عيوب، إضافة إلى أننا نُكسبه صفات ليست موجودة فيه، ونبالغ كثيرًا في تقديس هذا الشخص أو هذا الشيء.
وقد نراه في مكانة كبيرة ليست هي مكانته الطبيعية حتى إن بعض العاشقين يرون الأشخاص الذين يعشقونهم كأنهم آلهة لا يخطئون، يرونهم خالين من العيوب.
لذلك يعد العشق خطرًا كبيرًا على العاشق؛ لأنه يضعه في الهواء بين السماء والأرض، لا يرى فيما أو في من يعشق إنسانًا يخطئ ويصيب، بل يراه نجمًا أو إلهًا كامل الأوصاف.
لذلك فإن العاشق يكون عرضة للصدمات النفسية والأزمات العاطفية أكثر بكثير من المحب، فالعشق لا يناسب الحياة التي نعيشها في الوقت الحالي؛ لذلك فإن من يبالغ في وصف حبه للآخر فإنه يقول له: أنا أعشقك، فالعشق مبالغة في عاطفة الحب مبالغة يغيب معها العقل.
اقرأ أيضًا الحبّ بين كيمياء الجسد وكيمـياء الرّوح
ما الفرق بين الحب والعشق؟
يكمن الفرق بين الحب والعشق في فهم العقل والجنون، فالحب شعور بالاندفاع تجاه شخص أو شيء ما بحضور العقل، فنستطيع أن نوجه هذه المشاعر ونتعامل معها في إطار ظروف حياتنا اليومية.
فمثلًا إذا أحب شخص فتاة فإنه يندفع تجاهها ويفكر في الارتباط بها، ومع حبه لها فإنه يفكر في ظروفها وظروف أسرتها والفوارق المادية بينهما، وظروفها الحياتية، وهل تسمح بالارتباط أم أن الارتباط قد يكون صعبًا أو مستحيلًا رغم وجود الحب.
فهنا يبدو العقل حاضرًا حضورًا كبيرًا، وهو ما يعد مأزقا عاطفيًا؛ لأن القلب يتجه في اتجاه بينما يتجه العقل في الاتجاه الآخر، وهذا أمر طبيعي وحدث لكثير.
أما العشق فإن الانجذاب الحاصل شديد يطيح بالعقل وبالمنطق وبالظروف، ويأخذ الإنسان بعيدًا عن الواقع، فلا يفكر إلا فيما أو في من يحب، ولا يرى في الكون غيره، ولا يرى حياة إلا في الارتباط والاندفاع تجاه هذا المحبوب مهما كانت الظروف والعقبات.
وهو ما يجعل من وضع العاشق كارثة في أحوال كثيرة لا سيما إذا كانت الظروف لا تسمح بالاقتراب أو الارتباط بمن يعشق.
فيسقط العاشق في دوامة الأزمات النفسية والعاطفية، وقد يلجأ أحيانًا إلى الانتحار أو العيش هائمًا على وجهه جريحًا مكسورًا غير قادر على التعامل مع متطلبات الحياة.
ولذلك كانت قصائد الشعراء من الأزل تتحدث عن العشاق، وتربطهم بالجنون، فنجد مثلًا مجنون ليلى، وهو أحد شعراء العرب الكبار إلا أن عشقه وُصف بالجنون، وهذا ما وضحناه بقولنا إن الحب في وجود العقل، أما العشق فهو أقرب إلى الجنون.
اقرأ أيضًا ذكريات كتاب وحديث عن الحبّ بكل معانيه وأضداده
ما أعراض العشق؟
تختلف أعراض العشق قليلًا بين الرجل والمرأة لاختلاف الطبيعة بينهما لا سيما في بلادنا العربية، فتتصف المرأة بالخجل والارتباط بالأسرة والعادات والتقاليد، بينما يعد الرجل حرًّا إلى حد ما في إظهار مشاعره أمام الآخرين.
أعراض العشق عند الرجل
· الشرود والسرحان كثيرًا، فهو يفكر دائمًا في من يعشق.
· الاندفاع الشديد تجاه من يعشق، والرغبة في الوجود بجواره دائمًا.
· التحدث عن المعشوق باستمرار وإكسابه صفات كثيرة والمبالغة الشديدة في إضفاء صفات الكمال عليه أمام نفسه وأمام الجميع.
· اندفاع الرجل بشدة للارتباط بمن يعشق مهما كانت الظروف ومهما كانت العقبات المادية والاجتماعية.
· عادة النسيان هي إحدى علامات المحبين والعاشقين المهمة والواضحة حتى نسيان الأمور المهمة والمتعلقة بالعمل والأهل والارتباطات الاجتماعية.
· وجود غشاوة كبيرة على العين والقلب لدى العاشق، فلا يرى معشوقه إنسانًا طبيعيًا، لكنه يراه نجمًا في السماء أو ملاكًا من الجنة يخلو من العيوب.
اقرأ أيضًا ما تعريف الحب؟ وهل يمكننا العيش بدون حب؟
أعراض العشق عند النساء
· تتحدث كثيرًا عن الشخص الذي تعشقه بسبب ودون سبب.
· تجامله كثيرًا، وتضحك من طرائفه، وتعتز برأيه مهما كان بسيطًا أو تافهًا، وتبرزه أمام الجميع بعدّه رأيًا مهمًا.
· الشرود والسرحان والنسيان أعراض مشتركة بين النساء والرجال في مسألة العشق، فهذه تعد سمة رئيسة في العاشق.
· نظرات المرأة العاشقة لا يمكن أبدًا أن ان تتوقف، وهي إحدى العلامات الدالة والفاضحة لمشاعر العشق عند المرأة مهما كانت قوية أو تستطيع التحكم بمشاعرها إلا أن درجة العشق تفقدها هذه القدرة على التحكم.
· تختلق المرأة العاشقة الظروف والصدف والحجج للوجود جانب الشخص الذي تعشقه، وهو ما يعد علامة فاضحة أيضًا في سلوك المرأة يدل على عشقها، وهو ما ظهر في قصص وحكايات أميرات وملكات في التاريخ.
اقرأ أيضًا جدلية الحب والجنس بين الزوجين.. احتياجات الرجل والمرأة تجاه بعضهم
أيهما أقوى الحب أم العشق؟
قد يظن البعض حين يطرح هذا السؤال أن الإجابة واضحة جدًّا، فالعشق أعلى وأقوى وأوضح من الحب، إلا أننا نختلف مع هذا الرأي.
فالعشق درب من دروب الجنون، وقد يعده كثير مرضًا يجب العلاج منه، وقد يرى الشخص المعشوق عاشقه ليس أهلًا للثقة فالعشق يغيب العقل ويجعل الحياة كأنها في وادٍ من الخيال.
لذلك نرى أن الحب أقوى وأقدر على البقاء من العشق، وأنسب كثيرًا لظروف الحياة وصعوباتها لتمكّن المحبين من أن يقوما بالتخطيط لحياتهما على أساس من العقل والوعي والمراعاة للظروف الاجتماعية والاقتصادية والطبائع الشخصية.
فيكملان الحب بالعقل، وتمشي التجربة على إطار من العقل جانب إطار الحب، فتقطع مسافات كبيرة على مستوى الزمان والمكان يكون العقل فيها حاضرًا للتنبيه والإرشاد.
ويكون الحب حاضرًا لإرضاء الشغف والعاطفة وتحمل مشقة الطريق مع من تحب وبالهيئة التي نحب بعيدًا عن جنون العشق الذي يشبه المخدرات في تأثيرها ونشوتها اللحظية وخسائرها الكبيرة على المدى الطويل.
إضافة إلى أننا نعيش في مجتمع ينظر الينا ويراقبنا ويراقب تصرفاتنا، ولا يمنحنا هذه الرفاهية والحرية لنعشق ونطير ونجن كما نريد، فالحب رابط أقوى وأقدر على البقاء من العشق رغم أن العشق درجة أعلى من الحب.
اقرأ أيضًا ما هو الحب وما تأثيره على نفسية الفرد وكيفية التعبير عنه
ما الفرق بين الحب والعشق والهيام والغرام؟
قلنا إن الحب شعور عاطفي بالاندفاع والارتباط والرغبة في البقاء جوار شخص أو شيء ما مع حضور العقل بوضوح، وإن العشق درجة أعلى من الحب.
لأن العقل يبدأ في الغياب تدريجيًا ليحل محله مشاعر متأججة بالانجذاب الشديد نحو الآخر وتقديسه والرغبة في وجوده وحضوره مهما كانت الظروف والعقبات.
كذلك فإن الغرام هو إحدى صفات العشق أو يمكننا أن نقول الغرام إحدى درجات العشق، وهي المرحلة التي يبدأ فيها العاشق المجنون بالإحساس بالعذاب والألم الشديد نتيجة هذا الشعور القوي تجاه الشخص الآخر.
وقد يكون هذا العذاب والألم الشديد غير مرتبط بالجفاء وعدم وجود الشخص الآخر، فقد يشعر المغرم بالعذاب والألم في وجود من يحب وإن كان يعيش معه، ويبادله نفس الشعور، فإن هذه الدرجة حالة يعيشها العاشق ليل نهار، فلا يستطيع أن يتخلص من هذا الألم.
وبالطبع يزداد الإحساس بالألم والعذاب نتيجة البعد والجفاء وعدم وجود الطرف الآخر، وربما لعدم اكتمال العلاقة بسبب ظروف اجتماعية أو اقتصادية أو مكانية أو زمانية يتابع الشخص العاشق حياته معذبًا ومجروحًا ومتألمًا لا يشعر بأي شيء في الحياة سوى ألم عشقه ومحبته وناره التي لا تنطفئ، وقد ارتبطت كلمة غرام في اللغة العربية بالعذاب والألم الكبير.
أما الهيام فهو أيضًا صفة أو صورة من صور العشق، وهو الجنون ذاته، لأن العاشق يصير هائمًا على وجهه يحدث نفسه ويتحدث عنه الناس، ويشيرون إليه وإلى جنونه.
يتحدث عمن يحب، ويغني ويسقط ويتكلم ويقول الشعر كأنه يتحدث إلى من يحب، وقد ارتبطت كلمة الهيام في اللغة العربية بالمريض المجنون الذي يتحدث مع نفسه ويمشي في الأرض بلا هدف.
ويصاحب ذلك تدنٍ في أحوال العاشق الهائم في ملابسه وشكله وزينته وعلاقاته بالآخرين؛ لذلك يعد الهيام أول درجة في الجنون وآخر درجة في العشق.
وهو من الحالات التي ذكرها العرب في قصائدهم وأشعارهم كثيرًا لا سيما في مجتمع الصحراء، فقد كان الشخص العاشق الهائم يخرج إلى الخلاء وقد يتسبب ذلك في موته هائمًا لا زاد ولا ماء ولا شيءَ سوى الصحراء.
اقرأ أيضًا دور الحب والتسامح في التفاعل الإيجابي على منصات التواصل الاجتماعي
ما العشق الصوفي؟
تنتشر كلمة العشق الصوفي كثيرًا في الكتب والمراجعة والمواقع البحثية إلا أن تعريف العشق الصوفي ببساطة هو العشق الإلهي، وهو عشق المعبود للإله.
وترتبط كلمة أو مفردة العشق الصوفي بالمسلمين لا سيما جماعة اسمها الصوفية التي ترى أن العشق الصوفي هو منهجها في الحياة بالتقرب إلى الله بالذكر والدعاء والعبادات.
إلا أنهم يمارسون بعض الشعائر التي يعتقدون أنها تقربهم إلى الله، وتعبر عن حال العشق والصفاء الذهني والروحي، الذي يمكنهم من الارتقاء في علاقتهم مع الله كالذكر الجماعي والرقص والتمايل في حلقات تسمى حلقات الذكر باستخدام الموسيقى والطبول استخدامات مختلفة ومتنوعة.
وهو ما يقولون إنه يضعهم في حال روحية ونفسية صافية وعالية، وهو أمر يخص جماعة الصوفية، ويختلف عليه المسلمون كافة، فمنهم من يوافق على فكرة العشق الإلهي والتقرب إلى الله من جهة الحب والعشق، وليس من جهة الخوف والترهيب.
ومنهم من يرفض فكرة الصوفية شكلًا وموضوعًا، ويعدها اجتهادًا في غير موضعه إلا أن الأمر رغم أنه محل خلاف فإن مصطلح العشق الصوفي يمكن استخدامه في مسألة الحب خارج منطق العشق الإلهي.
فبعض العشاق والمحبين يتحدثون إلى معشوقهم ومحبوبهم بهذه الفلسفة؛ فلسفة الحب الخالص والراقي والصافي وارتقاء الأرواح بعيدًا عن الأجساد والمتطلبات الحسية.
فيطلقون عليه العشق الصوفي والمحبة الخالصة، وهو أيضًا مرادف مصطلح الحب العذري الذي تتلاقى فيه الأرواح دون التفكير في العلاقة الجسدية.
إلا أننا نرى أن العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة كاملة مشاعر وأحاسيس تجذب الطرفين إلى الالتقاء الجسدي والإشباع الحسي، وأي علاقة تفتقد جزءًا من المعادلة تصبح مشكلة كبيرة لطرفيها.
فعلاقة بين رجل وامرأة ليس بها اجتماع جسدي هي نار تحرق القلوب والأعصاب، وعلى الطرف الآخر فإن العلاقة الجسدية بلا مشاعر هي علاقة أشبه بالعلاقة الحيوانية، فقد خلقنا الله أجسادًا وأرواحًا، وكلاهما يكمل الآخر.
أما العشق الصوفي بين العبد وربه فهو أمر مفهوم، وقد يكون أمرًا مطلوبًا في مصلحة العبد، لا سيما للتغلب على صعاب ومطالب الحياة المادية الصلبة والصعبة، فتكسبه العلاقة الروحية مع الله مزيدًا من القوة وكثيرًا من الزهد وكثيرًا من الأمل.
اقرأ أيضًا ما هو الحب؟ طرق التعبير عن الحب
قالوا عن الحب والعشق
ورغم أننا قلنا آنفا إن الحب شعور معقد لا يمكن وصفه بكلمات بسيطة أو حصره في عبارات جامدة فإن كلًّا منا يعبر عن الحب من وجهة نظره، وقد كان الكتاب والمشهورون على مر العصور يسجلون آراءهم الشخصية في الحب.
وفي هذه السطور نقدم بعض اقتباسات وكلمات لمشهوري التاريخ عن رأيهم في الحب والعشق.
-الحب الحقيقي لا يطفئه حرمان، ولا يقضي عليه فراق، ولا تقتله أي محاولة هرب منه؛ لأن الطرف الآخر يظل شاخصًا في الوجدان، د. مصطفى محمود.
-يزداد الحب وفاءً وعمقًا، وتزداد قيمته ويعلو شأنه، ويصبح المحرك الأول في حياة البشر عندما تعلو وترقى وتسمو النفس البشرية، (ليوناردو دافنشي).
-الحب كالشمس المنيرة الدافئة يسطع في كل قلب طبيعي، ويأتي ليزيل الغشاوة ويمنحه القدرة على الرؤية ويجعل الإنسان أفضل، (ليو تولستوي).
-كل إنسان يصبح شاعرًا إذا صادفه الحب، وكل شاعر يصبح إنسانًا إذا أحب بصدق، (فرانسوا ساجان).
-في الحب وحده تهمل وتنسى جميع مفارقات الحياة وجميع الأمور المتناقضة التي لا تبدو مرتبطة ببعضها، جميع الألوان الغريبة تبدو متناسقة، والعشوائية تبدو منظمةً جدًّا، والأمور العميقة تصبح سطحية، وينعدم التناقض بين الوحدة والثنائية، ذلك يحدث في الحب فقط، (طاغور).
-إن الحب بذرة ترميها في أرض الحياة؛ لكي تنبت وتصبح شجرة مثمرة، فهي تحتاج إلى الوقت، ولم أر أبدًا شجرة تنمو في يوم وليلة؛ لذا فعلى المحبين أن يرووا هذه البذرة والانتظار قليلًا والتحمل حتى تصبح واقعًا مثمرًا يعيشان في ظلاله إلى الأبد، (لافونتين).
-الحب شعلة غير مرئية تمنح الإنسان حياة أخرى غير الحياة التي يعيشها لا سيما المرأة، فالمرأة بلا حب امرأة مظلمة، (جان جاك روسو).
-الحب أشبه بالضباب الكثيف يمنع الإنسان من الرؤية الواضحة، ويجعله يتقدم إلى الأمام وهو لا يرى هدفه تمامًا، فلا يستطيع أن يسير في خط مستقيم، (هيراقليطس).
اقرأ أيضًا الحب الصادق.. تعرف على شعراء الحب وكتاب طوق الحمامة
كتب عن الحب والعشق
توجد عدة كتب ودراسات جادة تحدثت عن الشعور بالحب والعشق، فالتعريف والأمثلة والحكايات والقصص التي تمتلئ بالحب قدموا تصنيفًا لأنواع الحب ودرجاته للباحثين في عمق موضوع الحب الذين لا يقبلون بقشور الأمور، ويرغبون في المعرفة العميقة، وتوجد عدة كتب ودراسات يمكن قراءتها، فعلى سبيل المثال:
طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي
يعد هذا الكتاب أحد أهم وأشهر الكتب العربية التي تناولت موضوع الحب بالبحث والدراسة في إطار من التحليل النفسي وبأسلوب سردي وقصصي ضمنه ابن حزم مجموعة من قصص وأشعار وحكايات وأقوال المحبين للحديث عن الحب وأنواعه ودرجاته وأسبابه وعلاته، وقد لا تخلو مكتبة المثقف العربي من هذا الكتاب الذي يعد من درر الكتب العربية.
في العشق الإلهي لجلال الدين الرومي
ويعد هذا الكتاب للشاعر والمتصوف الفارسي جلال الدين الرومي إحدى علامات الكتابة في العشق الإلهي الذي يطرح وجهة نظر المتصوفة في الحب والحكمة والتأمل والنشوة التي تنشأ من علاقة العبد المحب بربه المحبوب.
ويعد هذا الكتاب من مصادر الإلهام الكبرى لشعراء ومفكرين بالآلاف من القرن الثالث عشر، وتعد كلماته واقتباساته إجراءً يوميًّا وروتينيًّا على صفحات التواصل الاجتماعي، وكثير منهم يعلم مصدر هذه الاقتباسات الصوفية والشعرية المختصرة والمعبرة، وكثير لا يعلم هذا المصدر المتمثل في كتاب العشق الإلهي.
الحب في التاريخ لسلامة موسى
كتاب من أكثر الكتب ثراءً وزخمًا في تناول هذه العاطفة المعقدة؛ عاطفة الحب، ويتناول سلامه موسى الحب عند الإنسان عبر التاريخ الممتد، وقصص الحب وبدايتها وتطورها عند مجموعة من أعلام التاريخ ليتناول عاطفة الحب تناولًا أكثر عمقًا واختلافًا.
فقد عد سلامة موسى الحب أكثر التجارب الميتافيزيقية تعقيدًا، وأكد في كتابه على أن الحب استعصى وصفه وإحاطته عند الفنانين والرسامين والسياسيين والحكماء والفلاسفة، وحاول من وجهة نظره أن يقدم طرحًا جديدًا لفكرة تناول الحب.
الحب والجمال لأحمد تيمور باشا
أما كتاب الحب والجمال لأحمد تيمور فهو تجربة لطيفة جدًّا يمكن قراءته في مدة زمنية بسيطة، ويعد جولةً ممتعةً في أحوال المحبين وقصص الحب وما قيل عن الحب ونوادره.
ولا يتدخل الكاتب كثيرًا بآرائه وفلسفته، بل يطرح الأمر بصورة قصصية وسلسة قادرة على جذب القراء حتى أولئك الذين ليس لهم باع طويل في القراءة والثقافة.
ختامًا، هذه جولة في عالم الحب والعشق والغرام، جولة سعينا أن تكون شاملة وجامعة تناسب وعي وذائقه المحبين والعاشقين على اختلاف أعمارهم وأمزجتهم ومستويات المعرفة والوعي لديهم.
وحاولنا أن نقدم الأقوال والمأثورات والكتب التي تحدثت عن الحب والعشق إلى أولئك الذين يرغبون في التعمق والاستزادة المعرفية في هذا الموضوع لعلنا نكون قد أدركنا هدفنا في إرضائك أيها القارئ العزيز من جانب المتعة وجانب المعرفة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.