خاطرة "ألف صرخة اصرخهاً من نبض قلبي".. خواطر حزينة

توقفت نبضات قلبي للحظات حين لمح خيالي طيفك المشرق فبكت عيني بغير دموع.. نعم بكت لكن بكاءها لم يسمعه إلا أذناي فصرت أشكو لقلبي حزني وأتبادل أنا وقلبي العبارات الحزينة والمتشائمة تجاه حياتي بدونك..

فهلا سمعتِ آلامي التي نبضت بها آهاتي الصارخة.. هلا تبينتِ من أنا، إنه أنا محبك وعاشقك الذي لولا صدقه في حبك ما دمره هذا الحب، إنه أنا عاشق من عشاقك الذين دمرتِهم بعينيك القاتلتين.. إنهما عينان كعيون المها والظبيان..

كم أتذكر حينما قبلتِني على خدي، حينها اعتقدت أن لي حظًّا في الدنيا وأني محبوبك الذي سيلقاكِ ويكون من نصيبه أن يتزوجك، ليكون لكِ زوجًا مخلصًا ويكون لابنه أبًا محبًّا وحنونًا وعطوفًا وودودًا.

صرخات قلبي تؤلمني فتجعلني أصيح في ألم.. فهلا سمعتِ صوت آلامي التي صرخت بها آهات فيَّ فما سمعها أحد سواي، هلا نظرتِ إلى ذلك الأنين صادرًا من قلبي باكيًا بكاء طفل مشتاق للجنة لأنه سمع بها، نعم أنا مثله..

فمثلي عندما يسمع أنك ستمرين في حاشيتك ويؤمر الجميع أن يركعوا لكِ لا يرى أحد عينيك فيفتن بها ويحبك، إنه أنا من رفع رأسه من ذل السجود إلى مولاته لكي ينظر إليها موحدًا حبَّه إليها لا إلى سواها..

لقد كان للدنيا طعم بدون تلك النظرة التي نظرتها إليكِ ولكن منذ أن نظرت إليكِ إلى الآن وأنا أحس بآهات الحب تخترق القلب الذي خلقه الله لكي لا يحب سواه، فأصبحت أحبك كأنني عبد آبق عاصٍ وعشقت العصيان حتى أنظر إليكِ كل مرة تغدين فيها أو تروحين...

مولاتي وأميرتي وأميرة الدنيا.. اليوم يوم زواجك.. هلا أعددتِ خزائن ملابسك المرصعة بالذهب واللؤلؤ..

مولاتي لقد ضقت ذرعًا بحبك الذي سيكلفني حياتي إن اعترفت لكِ به.. ولكن هيهات أن أصل إليكِ يا أميرة المدينة، اليوم يوم الفرح والسرور لكِ كما أنه يوم تعاسة وحزن وضيق وكرب وهم وغم...

مولاتي نادي عبدًا من عبيدك ليقتلني لكي لا أحيا هذا اليوم لأنني لا أقدر على قتل نفسي؛ فليس لأحد أن يقتل نفسه في هذه الدنيا بهذه السهولة، فكم ممن كانوا قبلي حاولوا أن يقتلوا أنفسهم وفشلوا.

مولاتي الحزن يعصرني وأبيت كل ليلة غارقًا في دموعي بعد زواجك باحثًا عن مأوى لقلبي فلا أجد غير وادي الآهات والألم في نار العشق فأبيت فيه شاكيًا داعيًا إلى الله أن يخرجني منه فلا أجد إجابة.. فأنا العاصي..

عصيته وأحببتك وظللت أعصيه حتى وضعني في ناره وبت أغدو فيها غدو النمور المتمردة على الأدغال باحثة عن مأوى في مدينة الأسود لكن هيهات أن يختلط زيت حبي لكِ بعسل حبك...

مولاتي أنا محبوبك الذي سيصرخ ويصرخ ألف آه وآه على غدر الزمان بالمحبين.. ألف صرخة من ألم الهجر والنسيان...

عشق وهوى

عجبت لحبيبتي فقد عشقتها*عشق الطير لريشها ليس فيه عناء

كم كنت أرجو أن أقبل خدها*لكنني خجلت وعشت بلا نساء

ما كان لإنس أن يقبل خدها* حورية جميلة حلوة الجبين بيضاء

ما كان لكل النساء كما لكِ*خمرية وردية زهرية الخدين غراء

قد أصبحت وأمسيت أشكو*لخالقي خطيئتي حبك فما هو الجزاء

إلى جنة الحب أخطو خطوتي*والحور ينشدن نغمًا صباحًا وعِشاء

أي حبيبتي أجيبي عبدك المسكين*والثمي بشفتيك خدي فلا يكون داء

 

أنا الأمير الذي طالما عاش حياته وهو يتنشق السعادة بين أغصان الزهور وبين جنات الورد الذي طالما كان شوكه عليَّ طريًّا كالقطن الناعم..

طالما أحببت حياتي وعشقتها وتنشقت عبيرها الفواح من ندى أزهارها, أنا أمير عاش بين جنبات حياة الترف والحب ولكن لا بد لي أن أعلمكِ أنني الآن لست كذلك.. لقد عشت الأحزان وتذوقت هول نيرانها واصطليت من ظلها القاسي على أمثالي من أصحاب الجلود الناعمة ومن هذا الويل أكتب لكِ.

كم أشتاق إليكِ وكم هو محبب إليَّ أن أراكِ ثانية فأنتِ كنتِ عبير روحي ومشكاة نور حياتي وعيني الساهرة على حمايتي، أنتِ كل شيء بالنسبة لي وأنا من دونك لا شيء، هل لي إليكِ من سبيل أرى فيه امتدادًا لنور الأمل إلى منزل الحياة..

فراقك يضني قلبي ويثير الحزن في صمتي ويهيج عقلي حتي إنني تمنيت الموت كثيرًا ولكنني أخاف الله وأريد أن ألقاكِ أينما كنتِ في مكانك الطيب الذي طالما عهدتكِ به.

بداية حياتي كانت جميلة.. كانت في واحة من واحات السعادة.. كنت أرتع من فاكهتها الناضجة وأتجرع مياهها العذبة وأعشق روائحها الفواحة وأضطجع تحت ظلالها المترامية الأطراف التي كانت ترسم البسمة في حياتي .

وكان لي حكاية فيها مع عبير تلك الفتاة الجميلة من فتيات الواحة اللائي طالما عشقتهن وتمنيت لقاء واحدة فقط منهن وهي عبير, الفتاة التي تجسدت فيها ملكات الجمال والحب فقد كانت تحبني وتبادلني الحب إلى أن صار ما صار.

هل تذكرين كيف كنا سويًّا نحضر طعامنا في أوقات الصيام وكنتِ تحسنين إليَّ بهذا الطعام فأنا بدونك فقير لا أقوى أن أقتات رزق يومي.

 نور عيني.. بماذا أصف نفسي؟ هل أصفها بالأنانية لأنني لا أريدك إلا لي ولا أريد أحدًا معي يشاركني إياكِ، هل تذكرين كيف كانت الدنيا حين كنتِ معي.

كاتب ومحرر

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 16, 2023, 8:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 13, 2023, 12:03 م - سندس إبراهيم أحمد
نوفمبر 12, 2023, 2:15 م - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 12, 2023, 12:25 م - عامر محمود محمد
نوفمبر 12, 2023, 8:47 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 12, 2023, 6:13 ص - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 11, 2023, 3:32 م - حسام الدين محمد حافظ حسين
نوفمبر 2, 2023, 11:59 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 2, 2023, 8:35 ص - سمير الطيب عبد الله
نوفمبر 1, 2023, 4:19 م - ياسر الجزائري
نوفمبر 1, 2023, 11:00 ص - عائشة صلاح الدين
نوفمبر 1, 2023, 10:00 ص - سيد علي عبد الرشيد
نوفمبر 1, 2023, 8:10 ص - رايا بهاء الدين البيك
أكتوبر 31, 2023, 11:32 ص - مصطفى محفوظ محمد رشوان
أكتوبر 31, 2023, 7:33 ص - كامش الهام
أكتوبر 30, 2023, 12:26 م - إسلام عبد الكريم السنوسي
أكتوبر 30, 2023, 9:46 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 29, 2023, 4:26 م - محمد محمد صالح عجيلي
أكتوبر 29, 2023, 10:48 ص - جوَّك آداب
أكتوبر 28, 2023, 8:57 م - إسلام عبد الكريم السنوسي
أكتوبر 28, 2023, 2:49 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 28, 2023, 9:13 ص - جوَّك آداب
أكتوبر 26, 2023, 11:17 ص - هاجر فايز سعيد
أكتوبر 26, 2023, 9:13 ص - عيسى رضوان حمود
أكتوبر 26, 2023, 8:18 ص - مدبولي ماهر مدبولي
أكتوبر 25, 2023, 9:57 ص - صديق على الطيب
أكتوبر 24, 2023, 11:58 ص - غزلان نعناع
أكتوبر 23, 2023, 10:11 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 22, 2023, 12:36 م - محمد آيت علو مبارك
أكتوبر 21, 2023, 12:22 م - علي عزام
أكتوبر 21, 2023, 8:41 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
أكتوبر 21, 2023, 7:22 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 19, 2023, 6:02 م - سعيد مجيود
أكتوبر 19, 2023, 7:39 ص - Positive Hope Power Channel
أكتوبر 18, 2023, 4:29 م - سيد علي عبد الرشيد
أكتوبر 18, 2023, 1:37 م - ميساء محمد ديب وهبة
أكتوبر 17, 2023, 2:09 م - سيد علي عبد الرشيد
أكتوبر 16, 2023, 7:27 ص - Positive Hope Power Channel
أكتوبر 15, 2023, 12:05 م - محمود إبراهيم حفنى
أكتوبر 15, 2023, 10:55 ص - سيد علي عبد الرشيد
نبذة عن الكاتب

كاتب ومحرر