خاطرة "ابتلاع".. خاطرة وجدانية

بلا استئذان عاد ذاك المنام!

كثيرًا

كان يخيف

الطفلة ذات التسعة أعوام

حين تغلق عيناها لتنام

 

مسرعًا

يتعملق بتدرج إلى أحجام سبعة

إذ تقف كعقلة إصبع

بتحدٍّ

أمام العملاق الأكبر

عملاق المجرة

يتبدل بألوان الطيف

وألوان لا تذكر

يبتسم

يعانق اليدين

يهمس بأرقام مريبة

ترتعش خوفًا

وبحجم الفراغ

تحاول الابتعاد

يحاوطها

يخرج في كل اللامكان

تفزع

تخاف

تبكي

تحاول الفرار والاختباء مرات ومرات

كتحفة أثرية

يطوِّقها بيديه الغريبتين

يكرر أرقامه

وبأن

تتضاءل أجساده السبعة

تخترق القلب الصغير الأخضر

تستيقظ الطفلة

هلعةً باكية

يقطر أنفُها دمًا

تصرخ بحثًا عن الأمان

تنادي: أمي أمي

أحتاج حضنك

ضمتك والحنان

تُناولها المنديل الأبيض

كجرعة أمان

ثم تتركها بلا اهتمام

 

ذات التسعة أعوام

باستغراب

ترقب قطرات الدماء

ارتجاف الأوصال

خفقان القلب

وانكسارالفؤاد

 

ذات التسعة أعوام

قلبها يخوض معركة فيها انتصار

كأوراق الخريف تناثر الخوف

 

وقفت تخاطب نفسها

أمي: يا نبع الحنان

لن أخبرك سر دمائي

سأعالج خوفي وبكائي

وأتابع أفلام الرعب

محاولةً تلو الأخرى

حتى توقف الخوف عن صنعته

بكل صمت

كجلمود الصخر

على ضفاف الحب والحنين

وقفت

تبتسم

ساخرة من كل رعب

تحرَّرت

من خوف الألم والمنام

وباتت

تغفو باستسلام لأعوام وأعوام

 

اليوم بلا استئذان عاد المنام

يطرق أبواب الذكريات

وسط زوبعة الخذلان المحطِّمة

اليوم!

لم أعد أبحث عن الأمان

جمعتُ كل أحزاني وآمالي

وإحباطاتي المتكررة

مجددًا

 وقفتُ مستذكرة ذات التسعة أعوام

واجهتُ

واجهتُ العمالقةَ السبعة ولم أخف

تضخمتُ ثم تضخمتُ وتضخمت

وبأثقال الأحلام

تحولتُ

وأصبحتُ أكبر من عملاق المجرة

ابتلعتُ العملاق

احترقتُ آلاف المرات

تلاشيت وتلاشيت

ومن رمادي الناري

ولدتُ بجناحين ورديين

وتحولتُ لأميرة الزمكان

واستسلمت

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

نوفمبر 17, 2023, 7:30 م

فعلًا الإحباط والألم أوقات بيكونوا هما سبب القوة فيما بعد.

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

نوفمبر 18, 2023, 2:02 م

نعم يا سهيلة
أسعدني مرورك وكتاباتك مشوقة
دام إبداعك

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

نوفمبر 20, 2023, 11:52 ص

احسنتي يا ميساء ...انا اسفة على تاخري في قراءة مقالاتك لانني مشغولة في الدراسة ...دمت مبدعة

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

نوفمبر 20, 2023, 3:59 م

إطلالتك كالقمر انتظرها بشغف
دعائي لك دائمًا بالتوفيق في دراستك وإبداعاتك
دمت بنجاح

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 7:32 م - سادين عمار يوسف
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 16, 2023, 8:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 4:16 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نوفمبر 14, 2023, 5:24 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 12:03 م - سندس إبراهيم أحمد
نوفمبر 13, 2023, 11:17 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 6:43 ص - رؤى مالك القاضي
نوفمبر 12, 2023, 2:15 م - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 12, 2023, 12:25 م - عامر محمود محمد
نوفمبر 12, 2023, 9:02 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 12, 2023, 8:47 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 12, 2023, 6:13 ص - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 12, 2023, 5:58 ص - موبارك حورية
نوفمبر 11, 2023, 3:32 م - حسام الدين محمد حافظ حسين
نبذة عن الكاتب