خاطرة "الألم المسكن".. خواطر إجتماعية

رقة الألم المريح في الرحلة من الصبر المستمر إلى الاعتياد على الهلاك.

في بعض الأحيان، يبدو أن الألم يصبح جزءًا لا يتجزأ من واقعنا. يخترق حياتنا بأشكال متعددة، سواء أكان ذلك في شكل آلام جسدية مستمرة أو هموم عاطفية ترافقنا دائمًا. فينمو الصبر في مثل هذه الظروف، لكن ماذا إذا تحول إلى شيء أكثر مما كان عليه؟

الاعتياد على الألم ليس مجرد تجربة مرة واحدة، بل هو رفيق يظل معنا طوال الطريق. يصبح جزءًا من هويتنا، ما يجعلنا نتعايش معه على نحو متكرر ومنتظم. يعلو الألم، ولكن ليس كونه كيانًا قويًّا، بل كمسكن نلجأ إليه.

يتحول الألم إلى شيء نعتاد عليه لدرجة لا نعلم كيف نعيش بدونه. نعتاد على الإحساس بالألم على نحو لا نشعر بالمعاناة معه، ما يجعلنا أقل قدرة على التعبير عنه والتصدي له.

يصبح الألم جزءًا من حياتنا اليومية، يمحو الأوقات السعيدة ويمنعنا من السعي وراء الشفاء؛ لأن رحلة التعافي ليست هينة ولا بسيطة، إنها تخرجنا من الألم المعتاد إلى ألم جديد، فنقاوم الجديد، أو نرفض التغيير والتعافي؛ لأننا لا نتحمل الألم الجديد فنحتاج إلى الألم المسكن الذي اعتدنا عليه

لكن حتى وسط هذه العتمة، هناك نقطة ضوء. يكمن الشفاء في الحذر والرعاية لذاتنا. التعامل مع الألم الذي نختار أن نعود إليه، يتطلب رقة وروِيَّة، وتفهمًا عميقًا للذات. إن استعادة القوة والسيطرة على حياتنا بتبني نهج صحي يمنحنا القدرة على إدارة الألم على نحو أفضل.

الألم المسكن أصبح جزءًا من حياتنا، لكنه ليس مصيرنا النهائي. يمكننا العودة إلى الحياة بروح أكثر قوة وسعادة عن طريق التفاهم مع أنفسنا، وتقبل حقيقة أن الألم لا يجب أن يَحكم على كيفية عيشنا.

وما يجعل الأمر أكثر صعوبة هو أن الاعتياد على الألم يُصبح شيئًا معتادًا للغاية. فالاعتياد يقلِّل ردود فعلنا ومقدرتنا على التصدي للأوقات الجيدة. يجعلنا أقل قدرة على البحث عن الراحة والشفاء، ونتحمل الألم كونه جزءًا من حياتنا اليومية.

لكن يمكننا الخروج من هذا الدائرة المفرغة. فالحذر والرعاية لذاتنا هما مفتاح الخلاص. وتعلم الرقة في التعامل مع الألم المُعتاد يمكن أن يفتح الأفق أمامنا نحو الشفاء. وفي كل خطوة نتخذها في طريقنا نحو العلاج، يصبح الألم أقل قوة وتصبح الحياة أكثر سهولة.

في هذه المعركة مع الألم المعتاد، رقة التعامل والرعاية الذاتية تُشكل السر الحقيقي للشفاء. التبني المهيب والداعم لذاتنا يمنحنا القوة للتغلب على هذا الألم المعتاد ويعيد لنا قوتنا وراحتنا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة