خاطرة "الخوف من الوحدة".. خواطر وجدانية

أنا خائفة بل خائفة جدًا الآن.. لماذا؟!

يسألني القلم مجددًا ثم يجيب نفسه بنفسه؛ لأن أسوأ كوابيسي ومخاوفي ستتحقق: وما هي؟!

أعتذرُ يا قلم، لا أستطيع أن أخبرك، فذاتي تتكسر الآن، وضجيجها يملؤني صخبًا، فلقد بدأت أرى المخاوف نفسها، التي اعتدتُ دومًا رؤيتها في أحلامي..

أراها الآن تتعمق بداخلي أكثر من السابق حتى، بل أكثر من ما كنت أتصور يومًا.. أتعرف يا قلم الأسوأ من هذا كله؟ أنها ستتحقق وأقرب من ما أظن، هذا ما أنا متيقنة منه، وهذا ما أخاف منه أنا أساسًا..

أخاف جدًا من تحققها.. فماذا أفعل؟

لِمَ يا إلهي كل الأشياء الجميلة في هذه الحياة رحلت مخلفة وراءها كومة نجاسة لوثتني وقضت على مشاعري وتلاشى فرحي؟

فلماذا عليه أن ينجلي وعلى سعادتي تلك التي توهمت بالحصول عليها يومًا ولو للحظة تضمحل

وتختفي بلمح البصر كأنها لم توجد قط داخلي!

فأنا رغم كل شيء أحاول الصمود، والصمود كثيرًا بل أكثر من ما تظن! لكن هذا غير ممكن في حالتي هذه.. غير ممكنٍ فقد ضاق صدري حقًا.. ضاق كثيرًا بأحزاني، حتى ما عدتُ أفرق بين الخيال والواقع، ما عدتُ أعرف كيف أتصرف، ولا ماذا عليَّ أن أفعل، وكل أحزاني أضحت مجرَّد غصص عالقة بحلقي يستصعب عليَّ بلعها أو حتى تمزيقها بأسناني..

تراني بملامح وجه حالكة مظلمة، أو بشحوبي المعتاد الواضح للعيان تراقبني بفراستك المعهودة، ولكن لا تسأل يا قلب أترجاك أن ترحمني من السؤال؛ لأن كل سؤال يحتاج لجواب، وأنا حاليًا لا يمكن البوح بـ" لماذا".

أنا بائسة لهذه الدرجة، فكل ما يسعني قوله هو أني حزينة جدًا جدًا، وخائفة أكثر وأكثر بؤسًا.. وهذه هي الحقيقة دومًا وأبدًا أني سأبقى كالعادة وحيدةً، سأبقى بلا أحد.

فهل تشعرون بمعاناة قلبي؟ هل تعلمون بما يطرأ على ذهني كل ليلة؟

حسنًا أنا سأخبركم: أفكر وأحلل كل ما مر بي في حياتي، ولا أجد لحظة من لحظات حياتي جعلتني فيها يا فرح سعيدة هانئة، فهذه الثرثرة حقًا مزعجة بل وتزعجني أصوات التكسر داخلي، والألم الذي يفوق الوصف، وهذا الحريق الذي اندلع آكلًا كل شيء بشظاياه داخلي.. 

أن أبقى وحيدة خير من مجموعة آلام، وهذا صحيح نوعًا ما، لكن الواقع يخيفني جدًا أن أفرغ من الداخل، فلا أجد شيئًا واحدًا أعلق عليهسعادتي.

البارحة فقط كنت سعيدة للغاية، أما اليوم فلقد اختلفت موازيني كلها، وانقلبت حياتي إلى مرارة، والأسوأ من هذا أني لا أستطيع إخفاء حزني مهما حاولت؛ لهذا يقهرني ضعفي وقلة حيلتي أمام هذه النظرات المزرية، التي ترمقني بها عائلتي، فأتساءل: أيا ترى هل علمت مأساتي ومخاوفي.. لذا أرى أختي تصطنع البسمة لتجرحني أكثر، ألا يكفيها أنها ذهبت وابتعدت بزواجها عني؟

فتريد أن تذهب ما تبقى من فرحي كذلك، لمَ تفعلين ذلك يا حبيبتي؟ لماذا تذبحينني بسكين فاترة وتقتليني بدم بارد؟هل أعجبك دمي القاني وهو يلوث أرضية الغرفة أم صوت أنيني أكثر؟

أخبريني فإني هنا أنتظر الجواب وسأنتظر إلى ما لا نهاية، فقط أجيبي ولا تدعينني أتهشم وأحترق أكثر من الداخل.

أديبة ( شاعرة، كاتبة روائية )

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 10:52 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نوفمبر 14, 2023, 5:24 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 11:17 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 6:43 ص - رؤى مالك القاضي
نوفمبر 12, 2023, 2:15 م - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 12, 2023, 9:02 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 12, 2023, 8:47 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 12, 2023, 6:13 ص - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 12, 2023, 5:58 ص - موبارك حورية
نوفمبر 11, 2023, 3:32 م - حسام الدين محمد حافظ حسين
نوفمبر 11, 2023, 1:20 م - فاطمة محمد على
نوفمبر 11, 2023, 8:03 ص - نضال الغفاري فضل السيد
نوفمبر 11, 2023, 6:57 ص - اكرام لهواسة
نوفمبر 9, 2023, 12:00 م - اسامه سراج خالد
نوفمبر 8, 2023, 4:43 ص - شهاب الشهابي
نوفمبر 6, 2023, 4:31 م - ساره محمود
نوفمبر 6, 2023, 11:20 ص - سعيد مجيود
نوفمبر 6, 2023, 5:50 ص - بركان زينب
نوفمبر 5, 2023, 10:41 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نبذة عن الكاتب

أديبة ( شاعرة، كاتبة روائية )