سادين عمار يوسف نوفمبر 17, 2023, 7:32 م

خاطرة "الغرفة 76".. خواطر نثرية ج3

الصوت الأول

علي..

اخفض من همك

هادن قلقك

قدرك أن تبحر

حتى تدرك ذاتك

حتى يتأتى النور

وتتبدى الشطآن.

- علي: هذا الوقت غريب.

الصوت الأول: لكن اليأس الممتد ظلام.

- علي:

ماذا يسرد واقعنا فينا

إلا تجربة الطائر

حين يحاصره السجان

قد كافح كي يترقى

جاهد دون هبوطه

لكن الروح فتية

وهذا الوقت جبان.

- الصوت الأول: يجب أن يختبر القلب ويمتحن الإيمان.

- علي:

وا رباه

أو يشقى الإنسان بذاته؟

هل يشقي الإنسان بكونه

إنسان؟

- الصوت الأول:

اشدد من أزرك

ما كان لنور

أن يمحوه

دخان.

- علي:

لكن هل ننكر فينا خلايانا

تدفُق دمنا فينا

أنات الروح

والقلب الظمآن.

- الصوت الأول: كدر يدور على أضلعنا، من ينجو من كدر الأيام؟

- علي:

أو تدري كيف تموت الأحلام؟

أعبر مغبونا

أيامي

والأفكار حطام

وأطير بحد السيف

لجلادي

حتى تتبرأ أجنحتي

من وهم

الطيران

أنا مطعون

بالكلمة

وأنا بالحرف

مدان

- الصوت الأول: تحترق الروح لكي تتشكل.

- علي:

أشعر أن فؤادي خرب

أن القلب هواء

أني وهم

أو أن صوتي ظل

وأنا لأنا

أول من خان.

- الصوت الأول:

ما خان فؤادك

قم وتجلد

العمر كتاب

والمحن

مداد

الأقلام.

- علي: قل لي كلمات علّي أصطبر.

- الصوت الأول: لا تقنط فالعجز خيانة.

- علي: لكن الأمل ضجيج أجوف.

- الصوت الأول:

لا تسمح يومًا

أن يقتل

فيك اليأس

بريق

الإنسان

انفض همك

واضمم روحك

وانبذ وحشتك

الآن.

- علي: هذي الصحب المؤتمنة خانت.

- الصوت الأول: عزٌ بالله أفضل من عز بالناس.

- علي: تلك الطعنة غادرة يا صاح.

- الصوت الأول:

ستدور دوائر

يومًا ما

وسيصدح فينا الحق

وتتبدل هذي الأيام.

- علي: لا جدوى، نفذ الجرح.

- الصوت الأول: كل الجروح لها التئام.

- علي:

يا صاح

أصداء الذكرى

تحاصرني

تطرق بابي

كل مساء

يحاكمني القلب المطعون

وأنا للقلب المطعون

فداء

ظلال تلك الأزمنة الرحبة

وضجيج تلك الأسماء

ووعود تغدو

كرياح

تصدح

بطبول

جوفاء.

- الصوت الأول:

ضمد جرحك

فلا يزال هناك بالأفق حياة

في كل سبيل طرق يتبدى فيها نور الله.

يسقط ضوء الفجر على عينيه، يتلاشى الصوت، يخاطبه علي:

- أيها القادم من أقصى المجهول، أين أنت؟

يتابع المدى، بقايا الحياة حوله، لا يجد إلا نفسه ورفيقيه

وقد تقلبا ضجرا

يصمت وجلًا ثم يقول بصوت خافت:

سأنتظرك..

استكشف المزيد حول نثر الأحلام خواطر

بقلم سادين عمار يوسف

نحن من تحملنا الكلمات وتضيق بنا الدنيا. وتقبض عنا عمداً أياد فيحمل الله قلوبنا على أجنحة الملائكة .

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة