خاطرة "المراهق الذي أحبك".. خواطر حب

الحياة صعبة  أقول لنفسي، وأنا أقف أمام المرآة أشاهد حَب الشباب، تلك الحالة المروعة من المرض، فقد لعبت الفوضى مع وجهي. أتمنى أن أتمكن من إخفاء البثور بمسحة من يدي. ثم أقول لنفسي أن حب الشباب هو الخراب المؤقت الذي يجعل الحياة أقل راحة لمراهق، ولكنها علامة مؤكدة على طفل يتحول إلى شخص بالغ. الحياة صعبة لتتحول بعيدًا عن المرآة، عندما تضربني مثل البرق. صوتي تحول إلى الخشونة، تقريبًا شائكة ذقني، فإن الشعر بدأ ينبت فيها، إلى أين ذهب صوتي الحلو، صوتي اللين؟

الآن قد أحصل على بعض الخصوصية بين إخوتي، الآن أنا حر وسأصبح حرًّا أكثر عندما تمر السنون، عندما تمر السنون وأتزوج، ولكنني يا تُرى هل سأصبح مثل أبي وأمي كثيرا الشجار اللذان لا يكفَّان عن لعننا بالكلام؟ "لم تُجدِ تربيتنا لك".

أنا شاب شرقي ليس في مقدوري إفراغ رغبتي العارمة التي أتحملها رغمًا عني إلا بالزواج، ولكن يا إلهي قد أظل لسن الخامسة والعشرين دون زواج! أنا عمري الآن أربع عشرة سنة، كم هي طويلة تلك السنوات الإحدى عشرة القادمة!

ولكن هل لي أن أنتظر كل ذلك دون حب حتى؟! أنا أخجل من ظلي، لم أكلم بنتًا طيلة عمري، وإن اقتربت من إحداهن حتى يتحول جسدي إلى شعلة من نار فأتلعثم وأصبح كأني في الجحيم الدنيوي!

لمن أقول إن اللهو شريان قلبي * لمن ألبي دعوات نهر الحب

لمن الشوق والعبرات بل لمن الذنب * بت مجروحًا لي أنين كأنين ذئب

لقد عجبوا لوفاء الكلاب وذروني كلبا * لقد آثرت على نفسي الحيا وتركتها لحية وغراب

لقد أتعبني الهوى ولن أستطيع إكمال هذه الحياة الدنيا، لماذا يا حبيبي تتركني أتوه في هذه الدنيا ليس معي شيء إلا صورتك أحتضنها وأضمها إلى صدري؟! بعدما تركتك يا حبيبي لم أنسَك ولن أنساك وسأظل أحتفظ بصورتك حتى أموت..

عجبًا لهذه الحياة، تعطي اللئام وتنسى الكرام وتبقى عزيزة على الضعفاء!

ولكن في يوم البعث سيندم أصحاب الدنيا الغرورعلى ما اقترفوه من ذنب، وأنا كل غلطتي أنني أحببتك!

هل ظننتِ أنني سأضيع من بعدك في هذه الدنيا؟ هل فكرتِ أنني سأرجع قلبك إلى طريق حبي؟

ولكني أنا من سيبقي حبكِ في قلبه.

فلتصرف النظر عني يا حبيبي واضرب بنظرتي وكلامي إليك في توسل عرض الحائط.

قد كُسر قلبي فيا دنيا أنتِ عدوتي، بعد الآن أنا لن أصدق وعد أي شخص، سأعيش في نار الدنيا وسأكره جنة الدنيا دونك.

قلبي اعتذر إلى قلبكِ فانكسرت كرامتي، فلتفرحوا يا أعدائي يا من عايرتموني بطيبة قلبي كثيرًا، وأسميتموني المثالي في دنيا ليس فيها إلا الظلم، ولا بد لي أن أنتزع مثاليتي من قلبي وأحصل على فرصتي فيها.

زمن الشهامة قد ذهب، والانتهازية أصبحت بطولة، والكذب يُعَد صدقًا، والصدق قد أصبح كذبًا، دعيني يا يديَّ أكتب وأدق على آلتي بكلماتي، ولتسترسلي يا عباراتي فقد آن أوان كلماتي أن تئن أنين الجبال وهي تمر مر السحاب وتتخبط ببعضها بعضًا كموجات بحر هائج يعتوعتوًّا في درب الأسى! فلتتحدثي يا نبضات قلبي بكل لغات الدنيا حتى أستطيع أن أعبر عما أقاسي من ويلات الحب!

كاتب ومحرر

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مايو 11, 2023, 11:01 ص

يوجد لدينا جميع انواع اونلاين

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 30, 2023, 11:37 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 7:32 م - سادين عمار يوسف
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 16, 2023, 8:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 4:16 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نوفمبر 14, 2023, 5:24 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 12:03 م - سندس إبراهيم أحمد
نوفمبر 13, 2023, 11:17 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 6:43 ص - رؤى مالك القاضي
نوفمبر 12, 2023, 2:15 م - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 12, 2023, 12:25 م - عامر محمود محمد
نبذة عن الكاتب

كاتب ومحرر