محمد محمد صالح عجيلي نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص

خاطرة "الورطة الجميلة الكبرى".. خواطر اجتماعية

الغالب الأعم من الشباب والبنات يتزوجون في لحظة ما نتيجة شهوة عارمة، أو حب جارف، أو رغبة في العيش بعيدًا ومنفردًا عن أسرته؛ ليكون عالمًا خاصًا به وليشعر بالاستقلالية. وكل هذه الرغبات هي مجرد هوى نفس، ونادرًا ما تجد أحدًا تزوج لأمر عقلاني عن سابق معرفة وتفكير في إنشاء أسرة وتربية أبناء ووضع لبنة صالحة في مدماك المجتمع.

هذا الأمر لا يفكر فيه إلا قلة قليلة لا تكاد تصل إلى العشر من أعداد المتزوجين فعليًّا؛ لأن غالبية من يتزوجون هم في سن الشباب والطيش وحالة النزوع للجنس الآخر، وهي الفطرة التي فطر الله عليها البشر ليعمر الكون، ويبقى نسل البشر يتكاثرون.

وفي حقيقة الأمر أن من يتأمل هذه الحياة ومصاعبها ومتاعبها وما تكتنفه حياة الزوجين من معوقات وجهد ودأب، لو نظر إليها بعقله الناضج لما تزوج.

وهذا ما يفسر لنا أن الكثير ممن تجاوزوا سن الشباب أي بعد الأربعين لا يعودون يفكرون بالزواج مطلقًا؛ لأنهم بلغوا سن النضج، وأخذوا يوازنون بين مميزات كلتا الحاليتين الزواج والعزوبية، فيفضلون العزوبية لأن ذلك الألق الذي كانوا يرونه أيام الشباب في الزواج والأسرة ما عاد يشدهم، وهم يفضلون حال الأعزب الذي لا يكترث إلا بنفسه فقط.

وبالمختصر الزواج هو مجرد ورطه وعلى حد قول المغني اللبناني (اللي بدو يتزوج.. يتزوج وهو سكران) فالزواج مشروع خاسر تمامًا.

هو ورطة لكلا العروسين (الشاب والفتاة) على حد سواء، ومع ما في الزواج من جوانب جميلة لا تنكر مثل: الاستقرار العاطفي، والخلود إلى الدعة، الراحة مع الحبيب، واكتشاف بعض ملامح السعادة والحميمية بين الزوجين، لكنهما رغم كل هذا يكتشفان متأخرًا أنهما وقعا في ارتباط ومسؤولية كبيرة وخاصة بقدوم الأولاد نتيجة لهذا الاقتران العاطفي، وتبدأ المسؤولية على كلا الزوجين تتراكم يوما بعد يوم.

وتبدأ العاطفة تسيطر عليهما، فالأمومة والأبوة عاطفتان قويتان تجعلان كلا الطرفين يتحمل مشاق الحياة ومصاعبها لأجل هؤلاء الأطفال، وقلة قليلة من الناس اللامبالية مهملون يتركون الحبل على غاربه ويبقون غير مسؤولين. هذه الغريزة التي خلقها الله في البشر وكل مخلوقاته ليستمر إعمار الكون ولولاها لانقرضت الأنواع وانتهت الحياة على سطح الكوكب.

بقلم محمد محمد صالح عجيلي

كاتب قصة قصيرة ومقاله منوعة ودراسات . له عدة مقالات وقصص في العديد من الدوريات العربية والمجلات .

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة