خاطرة "رحيل الألم".. خواطر وجدانية

صدى الصمت في متاهات الذكريات

كنتُ أجوب دواخلي كالمسافر في متاهات الزمن، أحاول ترتيب المكان الذي اختلطت فيه خيوط الحياة والحنين، اختفى أثرك كأنك لم تكن أبدًا، وكل ما يظل في الذاكرة هو أني قضيت وقتًا في إزالة الأتربة عن قلبي، كأنما كنت أحاول استرجاع لونه الأصلي.

«أهذا كان أنت؟»، همستُ وسط هذا الفضاء الذي يمتلئ بالغموض والانقضاض، ولكن، في حين أبحر في أعماق ذاكرتي، تبدو الأيام الثقيلة كأعباء تسقط بثقلها، تتلوها أيام أخرى مُملة بفراغها المتعب، أشعر بالخوف يرتجف داخلي، وتتردد أفكاري في حين أنا اختياري للصمت يسيطر على قلبي الفارغ.

أساير تلك الأيام المرهقة بأمل أنها قد تنتهي، ولكنها تمضي بلا شفقة، يوم تلو الآخر، يعبُر قلبي عبر ممرات الزمن الحالك، يواجه الألم ويحاول البحث عن بصيص ضوء، وفي هذا الرحيل المتواصل، أجد نفسي أغرق في تفاصيل لا تنتهي، تتداخل مع حبك الذي اختفى، والحنين يتلاطم كأمواج البحر في دمي.

ربما هي محاولة لترتيب اللحظات الضائعة، لكنني أدرك تمامًا أن الأيام تتقاذف قلبي بكل صراعها، تكوِّن مشهدًا مأساويًا لحياة تراكمت فيها الألم والفقدان، وأنا هنا، يستمر الزمن في الجريان، وقلبي يبقى مفتوحًا للأمل الذي قد يأتي.

رحيل الألم: رحلة الكتابة بين أيادي مثقلة وأجنحة تحلق

في أعماق ليالي الضباب والهمس، اكتشفت أن الكتابة تنبعث بحيوية، لا سيما عندما تكون الأيادي مثقلة بأعباء الحياة، كانت أقلامي تتراقص على ورق مجعد، كأنها تنقش آهات الوجود، كانت كلماتي، تمزج بين دموع الماضي ولهيب الحاضر، تسكب كماء متدفق على جروح لا تندمل.

كانت لحظات الألم هي المولد السحري لكتاباتي، حيث يتسلل الألم إلى أطراف أصابعي ليصبح وقودًا للحروف التي تتسارع لتجسيد معاناة الروح، كلما زادت وطأة الحياة، زادت كلماتي عمقًا، كأنني أنثر أحزاني في صفحات بيضاء باحثًا عن نوع من التحفيز الداخلي.

وكما يزداد وزن الأيدي، يزدهر الحرف بأجنحة تنطلق للسماء، كأن تأثير الألم يمنح الحروف قوة الطيران، تحلق بعيدًا عن ثقل الواقع، تنساب في فضاء الخيال بحثًا عن مفردات تعبر عن الحرية والتحول.

في هذه الكتابة، تصبح الأيادي المثقلة بالألم مصدرًا للجمال، فيتجلى الإبداع في صناعة الكلمات من دموع الهموم. وكلما تألقت أحرفي؛ تحولت تلك الأيادي الثقيلة إلى أجنحة تحلق بلا حدود في سماء الأدب والإبداع.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 30, 2023, 11:37 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 16, 2023, 8:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نوفمبر 14, 2023, 5:24 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 12:03 م - سندس إبراهيم أحمد
نوفمبر 13, 2023, 11:17 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 6:43 ص - رؤى مالك القاضي
نوفمبر 12, 2023, 2:15 م - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 12, 2023, 12:25 م - عامر محمود محمد
نوفمبر 12, 2023, 9:02 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 12, 2023, 8:47 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 12, 2023, 6:13 ص - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 12, 2023, 5:58 ص - موبارك حورية
نبذة عن الكاتب