خاطرة "من بريق الحب إلى ظلمة الحزن".. خواطر حزينة

 

تجارب هشة في عالم يرقص بين الأمل واليأس..

في رحاب العدم، حيث يتجلَّى الحزن كسحابة داكنة، نجوتُ مرارًا من هوامش الموت، ولكن ذلك لم يكن سوى وهمًا ليختبر قسوة الزمن، حبيبتي، نِعمةٌ هاربة أفلتت من أنياب الرعب، ولكنني ما زلت ككائن هش، يترقب بينما تتلاشى أنياب القدر بلا شفقة.

 

في هذا الجدب المتساقط من قلبي، أجدُ نفسي كقطعة زجاج غير مكتملة، تتوق للكسر في لحظة هشة، الحظ الذي يتقاطع فيه الألم مع الفرح، يجسّد نفسه كسراب يمضي بين أصابعنا دون رحمة، يُلقي بنا إلى لحظة السقوط الأخير.

وهكذا، أبحر بأفكاري المتشظية بين ألم عميق وأمل هش. الحب، هذا الوهم الصادق، يمسك بيدي كالطفل الضائع، ثم يتلاشى كبرق ينقض على الظلام.. وفي كل تلاقٍ، يتكشف أن الحب ليس سوى لحظة منسية في زمان لا يُفهم. 

وها أنا، أستعرض السيناريوهات بفم مكسور وقلب متناثر، حينما يصافح الحب روحي بكل جرأة، تظهر تلك الحقيقة المرَّة، أنَّ الحب هو خيبة الصدق الوحيدة، يراوغنا بوعوده الفارغة، كحكايات منسية في طيَّات الزمن. 

فالعاشقة تسمع نفسها في لحن الحب، ولكن الحب يمضي كالبرق، يترك وراءه صدى الصاعقة، يتساقط القلب كالأمطار العارمة. يقول العاشق التائه في سره بنبرة مؤلمة: "الحب هو ترنيمة موتنا الصادقة"، كلمات تتداولها الروح ويوثقها الألم. 

يعانق القلب العاشق اللحظات الجميلة في حين يتساقط الوعد كقطرات المطر الثقيلة، يظل الحب كالبرق يمر بسرعة، والصاعقة تدوي خلفه، في هذا الرقصات المأساوية، يتساقط القلب كأمواج الأمطار العاتية. 

وأنا ها هنا، مترقبًا تلك التجربة القادمة، علَّها تكون نهايةً لهذا السيناريو الحزين، فالحب، وعلى رغم زيفه، يستمر في القدوم والرحيل، كالبرق الذي ينير سماء اللحظة ثم يختفي كالدخان في هواء الفراق.

رقصة الزمن في ألحان الليل وظلال الذاكرة

في خضم هذا الليل الذي يطل عليَّ بظلاله المحيطة، أنظرُ إلى الماضي، كأنما أوراق الأشجار وورقات العمر تتداخل في تاريخ متشابك، أستحضرُ ذاكرة الماء والرمل، تلك الذاكرة التي تحمل بين جنباتها لحظات الزمن المنسية. 

وها أنا أحدق في ليل يتمدد أمامي كظل ممتد، لا أرى فيه إلا نهاية هذا الليل، نهاية تحفر خطوطها في وجداني، دقات الساعة كالأقدار اللامتناهية تقضم عمري ثانية بعد ثانية، تقصر أيضًا عمر الليل، يبدو أنه لم يعد لليل ولا لي أي وقت، نتصارع فيه مع الزمن الذي يتداخل ويتمايل.

في هذه المعركة اليائسة، يُفرِدُ الليل جناحيه ويعود إلى ليلته الطويلة، وأنا، كشخص يسقط في حفرة ظلامه، أجدُ نفسي أعيش في هذا الليل الذي يتلاشى ويترنح.

دقات الساعة تُناديني بحزن لا يعرف حدودًا، يندمج مع نغمات الليل الذي ينحني على نفسه، تتشابك أوقاتي وأنا أندفع في لحظات الهمس الأخيرة، أتساءل وأتأمل في هذه الرحلة الغامضة.

في هذه اللحظة الحاسمة، أتساءل عن معنى الليل والوقت، وكيف يتواصل الإنسان مع ذاكرة الماضي وظلال الحاضر، في حين يترنح الزمن ويتسارع الخوف، أسقط في الحفرة العميقة لهذا الظل، متأملًا في لغز الوجود وجمال الغموض.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 10:52 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 9:05 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نوفمبر 14, 2023, 5:24 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 11:17 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 6:43 ص - رؤى مالك القاضي
نوفمبر 12, 2023, 2:15 م - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 12, 2023, 9:02 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 12, 2023, 8:47 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 12, 2023, 6:13 ص - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 12, 2023, 5:58 ص - موبارك حورية
نوفمبر 11, 2023, 3:32 م - حسام الدين محمد حافظ حسين
نوفمبر 11, 2023, 1:20 م - فاطمة محمد على
نوفمبر 11, 2023, 8:03 ص - نضال الغفاري فضل السيد
نوفمبر 11, 2023, 6:57 ص - اكرام لهواسة
نوفمبر 9, 2023, 12:00 م - اسامه سراج خالد
نوفمبر 8, 2023, 4:43 ص - شهاب الشهابي
نوفمبر 7, 2023, 12:35 م - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 6, 2023, 4:31 م - ساره محمود
نوفمبر 6, 2023, 11:20 ص - سعيد مجيود
نوفمبر 6, 2023, 5:50 ص - بركان زينب
نبذة عن الكاتب