تجارب هشة في عالم يرقص بين الأمل واليأس..
في رحاب العدم، حيث يتجلَّى الحزن كسحابة داكنة، نجوتُ مرارًا من هوامش الموت، ولكن ذلك لم يكن سوى وهمًا ليختبر قسوة الزمن، حبيبتي، نِعمةٌ هاربة أفلتت من أنياب الرعب، ولكنني ما زلت ككائن هش، يترقب بينما تتلاشى أنياب القدر بلا شفقة.
في هذا الجدب المتساقط من قلبي، أجدُ نفسي كقطعة زجاج غير مكتملة، تتوق للكسر في لحظة هشة، الحظ الذي يتقاطع فيه الألم مع الفرح، يجسّد نفسه كسراب يمضي بين أصابعنا دون رحمة، يُلقي بنا إلى لحظة السقوط الأخير.
وهكذا، أبحر بأفكاري المتشظية بين ألم عميق وأمل هش. الحب، هذا الوهم الصادق، يمسك بيدي كالطفل الضائع، ثم يتلاشى كبرق ينقض على الظلام.. وفي كل تلاقٍ، يتكشف أن الحب ليس سوى لحظة منسية في زمان لا يُفهم.
وها أنا، أستعرض السيناريوهات بفم مكسور وقلب متناثر، حينما يصافح الحب روحي بكل جرأة، تظهر تلك الحقيقة المرَّة، أنَّ الحب هو خيبة الصدق الوحيدة، يراوغنا بوعوده الفارغة، كحكايات منسية في طيَّات الزمن.
فالعاشقة تسمع نفسها في لحن الحب، ولكن الحب يمضي كالبرق، يترك وراءه صدى الصاعقة، يتساقط القلب كالأمطار العارمة. يقول العاشق التائه في سره بنبرة مؤلمة: "الحب هو ترنيمة موتنا الصادقة"، كلمات تتداولها الروح ويوثقها الألم.
يعانق القلب العاشق اللحظات الجميلة في حين يتساقط الوعد كقطرات المطر الثقيلة، يظل الحب كالبرق يمر بسرعة، والصاعقة تدوي خلفه، في هذا الرقصات المأساوية، يتساقط القلب كأمواج الأمطار العاتية.
وأنا ها هنا، مترقبًا تلك التجربة القادمة، علَّها تكون نهايةً لهذا السيناريو الحزين، فالحب، وعلى رغم زيفه، يستمر في القدوم والرحيل، كالبرق الذي ينير سماء اللحظة ثم يختفي كالدخان في هواء الفراق.
رقصة الزمن في ألحان الليل وظلال الذاكرة
في خضم هذا الليل الذي يطل عليَّ بظلاله المحيطة، أنظرُ إلى الماضي، كأنما أوراق الأشجار وورقات العمر تتداخل في تاريخ متشابك، أستحضرُ ذاكرة الماء والرمل، تلك الذاكرة التي تحمل بين جنباتها لحظات الزمن المنسية.
وها أنا أحدق في ليل يتمدد أمامي كظل ممتد، لا أرى فيه إلا نهاية هذا الليل، نهاية تحفر خطوطها في وجداني، دقات الساعة كالأقدار اللامتناهية تقضم عمري ثانية بعد ثانية، تقصر أيضًا عمر الليل، يبدو أنه لم يعد لليل ولا لي أي وقت، نتصارع فيه مع الزمن الذي يتداخل ويتمايل.
في هذه المعركة اليائسة، يُفرِدُ الليل جناحيه ويعود إلى ليلته الطويلة، وأنا، كشخص يسقط في حفرة ظلامه، أجدُ نفسي أعيش في هذا الليل الذي يتلاشى ويترنح.
دقات الساعة تُناديني بحزن لا يعرف حدودًا، يندمج مع نغمات الليل الذي ينحني على نفسه، تتشابك أوقاتي وأنا أندفع في لحظات الهمس الأخيرة، أتساءل وأتأمل في هذه الرحلة الغامضة.
في هذه اللحظة الحاسمة، أتساءل عن معنى الليل والوقت، وكيف يتواصل الإنسان مع ذاكرة الماضي وظلال الحاضر، في حين يترنح الزمن ويتسارع الخوف، أسقط في الحفرة العميقة لهذا الظل، متأملًا في لغز الوجود وجمال الغموض.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.