فوبيا الخوف من "يوم 13".. بين الخرافة والحقيقة

قد لا يوجد في التقويم أو الشهر أي يوم يثير الخوف والقلق مثل يوم الثالث عشر. يعود الخوف من يوم 13 إلى كثير من الخرافات والمعتقدات القديمة، وهذا الخوف الذي أصبح يعرف بـ«الترسيم فوبيا» أو «ترسيم الجمعة الثالثة عشرة» يُعد إحدى أكثر الخرافات انتشارًا في العالم. 

اقرأ ايضاََ الفوبيا وأنواعها وكل ما يدور حولها

متى بدأت المخاوف من يوم 13 ؟

تعود هذه المخاوف إلى العصور الوسطى، وتحديدًا إلى القرن الثالث عشر، فيعتقد البعض أنه في يوم الجمعة الثالثة عشرة من الشهر فإن الحظ العاثر والأحداث السلبية تكون أكثر انتشارًا وتأثيرًا في حياة الناس.

لكن لماذا ظل هذا الخوف قائمًا حتى يومنا هذا؟ وما الذي يمكن أن يكون وراء هذه الخرافة المتوارثة؟

تشرح كثير من النظريات أصل هذا الخوف. إحدى النظريات تعود إلى التراث المسيحي وعدد الأشخاص الذين كانوا موجودين في العشاء الأخير، فقد كان يوجد 13 شخصًا مع يسوع، ومنهم من يعتقد أنه كان يوجد 13 شهرًا في العام الشمسي، ما يعني أن هذا الشهر بحد ذاته يحمل بداخله الحظ العاثر. إضافة إلى ذلك، يُعتقد أنه في هذا اليوم تم معاقبة واعتقال أعضاء فرقة الفرسان الهرملة المشهورين في الكتاب المقدس.

اقرأ ايضاََ ظاهرة الاحتراق الذاتي للإنسان.. ظاهرة الموت دون تفسير

ما الأحداث السلبية التي حدثت في يوم الثالث عشر؟

إضافة إلى الجانب الديني، توجد أيضًا كثير من الأحداث التاريخية السلبية التي حدثت في يوم الثالث عشر.

على سبيل المثال، يعتقد البعض أنه في يوم الجمعة الثالثة عشرة قام البابا كليمنت الخامس بحملة ضد فرسان المعبد، وقد اعتقل كثيرًا منهم وحرقهم في النار. هذه الأحداث السوداء قد تكون مسؤولة عن إرساء الأساطير والخرافات المتعلقة بيوم الثالث عشر.

ومع ذلك، يجد البعض الآخر من الناس أن الخوف من يوم الثالث عشر هو مجرد خرافة لا أساس لها من الصحة. بالطبع، لا توجد أي أدلة علمية قوية تدعم هذه الخرافة، وعلى العكس تمامًا، فإن الأرقام والتواريخ لا تؤثر في حياتنا تأثيرًا كبيرًا.

وعلى الرغم من أن الخوف من يوم الثالث عشر لا يمت للواقع بصلة، لكن لا يزال له تأثيره في بعض الأشخاص. فكثير من الأشخاص يشعرون بالقلق والتوتر في هذا اليوم ويراقبون بحذر أي أحداث قد تحدث في حياتهم، وقد يؤثر هذا القلق في حياتهم اليومية وتفاصيلها البسيطة.

في النهاية، يمكن القول إن الخوف من يوم الثالث عشر هو مجرد خرافة تاريخية لا أساس لها من الصحة. إنه يذكِّرنا بأهمية عدم الميل إلى الخرافات والافتراءات والشائعات التي لا تمت للواقع بصلة.