هيثم عبدالكريم عبدالغني هيكل نوفمبر 14, 2023, 4:49 م

قصة "الجاموسة الملبوسة".. قصة قصيرة ج1

عندما دقت الساعة السابعة صباحًا كان محروس المنحوس يستيقظ من نومه كي يذهب سريعًا إلى زريبة المواشي حيث كان يعمل.

وعندما وصل محروس جهَّز العلف للمواشي. وقد كانت هناك جاموسة يحبها محروس ويناديها بسونيا، وعندما اقترب منها قال لها: صباح الخير يا غالية، ما أشبه وجهكِ الحنون بوجه أمي، وما أشبه لبنكِ الأبيض ببياض قلب أمي، وما أشبه ذيلكِ الطويل بأبي الذي قد فضحنا بعلاقاته النسائية في كل مكان.

وما أن أدار محروس ظهره إلا وسمع صوتًا رقيقًا جدًّا يقول له:

محروس حبيبي اقترب مني لقد ازداد الشوق إليك إني أرى العشق في عينيك.

ظل محروس صامتًا وظن أن من تحدثه هي امرأة خارج الزريبة. وأسرع وفتح باب الزريبة فلم يجد أحدًا، فظل يتلفت حوله في كل مكان. جن جنونه، من أين أتى ذلك الصوت؟! من يحدثني؟! وما أن سمع الصوت مرة أخرى يقول له:

-أنا هنا يا حبيبي أنا سونيا.

نظر محروس إلى الجاموسة وقد جن جنونه وهرع مسرعًا وسار في البلد كالمجنون يقول بصوت عالٍ: يا أهل البلد الحقوني الجاموسة تحدثت معي، إنها تتكلم، إنها تتكلم. وفي أثناء سيره قابله أحد الشيوخ الدجالين فقال له:

-انتظر أيها المجنون ماذا تقول؟!َ

قال محروس: لقد كنت في زريبة المواشي ووجدت الجاموسة تتحدث إليَّ وتغازلني، وما أن سمع الدجال الكلمات إلا وظل يضحك بصوت عالٍ وقال له: إنك حقًّا مجنون، اذهب أيها الأبله.

قال محروس: إذا لم تصدقني عليك أن تأتي معي وترى بنفسك. قال له الدجال: أنا أجري ٥٠٠ جنيه في الجلسة. قال محروس للدجال: إذا كان ما أقول حقًّا فلن أدفع لك، وإذا كان كذبًا كما تقول سوف أدفع لك.

قال الدجال: إذا كان ما تقوله حقًّا سوف أدفع أنا لك ألف جنيه.

وافق محروس وذهبا سويًّا إلى زريبة المواشي، وعندما وصلا إلى الزريبة قال محروس للدجال: انظر إنها تلك الجاموسة ألا ترى أنها تتكلم أكثر منك أنت؟

قال الدجال: يا ابن المجنونة إنها تقف كالتماثيل لا تنطق. اقترب محروس من الجاموسة وقال لها: تحدثي، تكلمي، إن لم تتكلمي سوف أدفع خمسمائة جنيه، تحدثي أرجوكِ، سوف أربح ألف جنيه، وأعدكِ أن أقدم لك شيكارة علف لك وحدك.

وما أن سمع الدجال الكلمات إلا وصرخ ضاحكًا وقال له: إنك مجنون، هيا ادفع لي المبلغ حتى أنصرف. وما أن أدار الشيخ ظهره إلا وسمع صوتًا يناديه وقال له:...

يتبع في الجزء الثاني.

استكشف المزيد حول قصة رواية قصة قصيرة

بقلم هيثم عبدالكريم عبدالغني هيكل

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.