في قرية صغيرة وسط الحشائش والنباتات، يعيش طفل صغير يدعى كريم. كان كريم كثير النسيان وقليل التركيز وهو ما كان يسبب له الحرج وسط زملائه بالمدرسة، والوحيد الذي كان يستطيع أن يتحدث معه في هذا الموضوع دون حرج هو مازن، الذي كان يسكن بمنزل مجاور لمنزله في القرية نفسها؛ ولأن مازن طفل فطن وذو خيال واسع، كان كريم يحب أن يجالسه.
ذات يوم خرج مازن من منزله ذاهبًا لمنزل كريم كعادته ليأخذه معه إلى المدرسة، ولكنه وجد كريم جالسًا أمام المنزل ولا يرتدي زي المدرسة، فتعجب مازن وسأل صديقه عن عدم ذهابه للمدرسة، فجاءه الجواب بأنه لن يذهب للمدرسة ثانية؛ حتى لا يتعرَّض لسخرية زملائه بسبب عدم تركيزه.
فذهل مازن مما سمعه من كريم، ثم فكر قليلًا ونظر لكريم وقال إنه إذا ذهب معه سوف يطلعه على سر خطير، سوف يجعله في منتهى الذكاء والتركيز؛ تهلل وجه كريم مما سمعه من مازن وقفز من مكانه متحمسًا، وأراد أن يعرف هذا السر، ولكن مازن رفض أن يبوح بالسر إلا عندما يذهب معه للمدرسة ويعودا معًا، وفي تلك اللحظة فقط سيخبره.
دخل كريم مسرعًا لمنزله وغيَّر ملابسه، وذهب هو ومازن للمدرسة، ولكن حدث ما لم يكن يتمناه مازن وهو أن يقابل سليم أذكى طالب بالمدرسة، والوحيد الذي يربح دائمًا في مسابقة المعلومات بالمدرسة، وهو أكثر شخص يحب أن يتباهى بذكائه أمام كريم مقارنة بعدم تركيزه، ولكن مازن الصديق الصدوق لكريم لم يسمح له بذلك، وأخذ صديقه وذهبا من أمامه، وعندما عادا من المدرسة، توجها لمنزل مازن، وخرج مازن من درج مكتبه زجاجة لونها أحمر، وقال لكريم إن ما في هذه الزجاجة سيجعله أذكى من سليم!
تعجَّب كريم مما يقوله مازن، ولكن لأنه يثق بصديقه قرَّر أن يجربه، وفعلًا يشرب كريم من الزجاجة.. وحذره مازن أن لا يجرب أي شيء آخر إلا بعد مرور عشر دقائق، وبالفعل مرَّت الدقائق وبدأ مازن في تدريب كريم على المعلومات العامة؛ استعدادًا لدخول مسابقة المدرسة، ولكن ما لم يلاحظه كريم أن مازن كان بعد كل معلومة يصفر بفمه..
وفي يوم المسابقة، ذهب مازن لكريم في منزله فوجده في حالة ذعر، وعندما سأله عن ما حدث، انهار كريم وقال له إن زجاجة الذكاء انسكبت على الأرض، وأنه يريد الانسحاب، فطمأنه مازن وقال له إن ما شرب بالأمس كافٍ ليكمل المسابقة.
وفعلًا دخل كريم المسابقة أمام سليم، وكلما سألت اللجنة سؤالًا يصفر مازن فيجيب كريم أسرع من سليم، وتحدث المفاجأة بأن يفوز كريم على سليم وسط ذهول الجميع..
ذهب كريم مسرعًا لصديقه مازن وشكره على السائل العجيب، ولكن فاجأه مازن بأن هذا السائل كان مجرد عصير ليس به أي شيء خارق، وإنما عندما كان يدربه على الأسئلة كان يصفر مع كل إجابة؛ مما يجعل عقله يربط بين الصوت والإجابة، وهو ما جعله يصفر في المسابقة.
تعجب كريم مما سمعه، ولكنه فرح بأنه فاز في المسابقة بمجهوده ووفاء صديقه له، ومن هذا الوقت أصبح كريم يثق بنفسه أكثر، ومعدل تركيزه أصبح أعلى، وتفوق في دراسته هو وصديقه مازن.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.