كبارًا وصغارًا نحب الحكايات، ونحب أن نسمع القصص تروى على مسامعنا، فمن منا لا يحب أن يسمع قصة قصيرة فيها من العبر والحكم ما يجعلنا نخرج بمعلومة، أو نصيحة لأطفالنا الصغار، قصة قبل النوم من الحكايات الجميلة التي نرغب دومًا في سماعها.
فمن صغرنا ونحن دومًا نريد أن نعرف ما حدث للطفل الكاذب الشقي، أو للفتاة التي لم تسمع كلام والدتها فنالت عقابها.
فالحكايات هي التي نعبر بها عما نريد أن نقوله لأطفالنا، فنقدم المعلومة لهم في سياق حكاية عن مجموعة من الحيوانات، أو مجموعة من الأطفال الصغار كذلك.
وفي هذا المقال عزيزي القارئ سنقدم عددًا من الحكايات مثل قصة قبل النوم التي يمكنك أن تحكيها لأطفالك حتى تبعث لهم بنصيحة أو بعظة خفية ومستترة.
أقرأ أيضاً 3 قصص للأطفال قبل النوم.. تعرف عليهم الآن
قصة الأسد والفأر
في الغابة في يوم من الأيام كان هناك أسد يعرف بملك الغابة، كان الجميع يهابه، ويخشى وجوده في المكان، كان الأسد يمشي متعجرفًا دومًا رافعًا رأسه وسط باقي الحيوانات الموجودة في الغابة، يهابه الجميع ولا يهاب هو أحد، وفي مرة من المرات وبينما كان الأسد يمشي ويأخذ كل ما يقف في طريقه ليتناوله، وجد فأرًا صغيرًا يظهر أمامه، فسرعان ما التقط الأسد الفأر الصغير وإذ به يرفعه لفمه حتى يلتهمه، فهو وجبة غداء شهية ولذيذة، لكنه سمع صوت الفأر مرتعبًا يقول له:
- اتركني يا ملك الغابة، فأنت شبعان الآن، لا تريد أن تتناول فأرًا صغيرًا مثلي.
انتبه الأسد إلى صوت الفأر الصغير، وسرعان ما اندهش من طريقته الجريئة تلك، وقال له:
- ماذا تقول أيها الفأر الصغير؟
- قال الفأر: أقول لك إنك لست جائعًا الآن، اتركني لأذهب.
فرد الأسد عليه ضاحكًا:
- أتركك تذهب! لكن ما المقابل؟
- قال الفأر متحدًيًا: المقابل هو روحك.
دُهش الأسد من كلام الفأر وجرأته ثم قال له:
- روحي، أتعلم بما تتفوه يا صغير؟ أنت تتحداني، أخبرني الآن أيها الفأر الغبي كيف يمكن أن يكون المقابل هو روحي؟
- قال له: اتركني، وسأخبرك كيف بعد أن تطلق سراحي.
فكر الأسد قليلًا ثم شعر أن شيئًا ما يجب أن يترك هذا الفأر الصغير بسببه، لكنه لم يعلم ما هو، ثم قرر أخيرًا أن يطلق سراحه، فقال له الأسد:
- حسنًا أيها الصغير اللئيم، سأطلق سراحك الآن حتى تخبرني الحقيقة، وكيف يكون المقابل روحي.
وضع الأسد الفأر جانبًا حتى فر الفأر هاربًا من يد وقبضة الأسد.
حينها شعر الأسد أنه مغفل كبير، واستطاع هذا الفأر الصغير أن يضحك عليه.
وفي يوم من الأيام وبينما كان الأسد يتمشى في الغابة كالمعتاد إذ بمجموعة من الصيادين الماكرين يصيدون الأسد ويضعون الشباك حوله حتى يذهبوا به للسرك الكبير في المدينة ليقدم العروض المبهرة والمغرية للأطفال.
ظل الأسد وقتها ينادي من بعيد بأعلى صوت:
- أنجدوني، أنا مقيد، أنا محبوس.
وفي طريق العودة إلى منزله سمع الفأر الصغير صوت الأسد وسرعان ما ذهب إليه ليفك أسره.
وعندما نظر له الأسد قال له:
- ماذا تفعل هنا يا فأر؟ أتريد أن تضحك عليّ في المصيدة؟ أتريد أن تسخر مني يا فأر؟
فإذا بالفأر يقول له:
- لا تقلق يا صديقي الأسد، فأنا قادم فقط حتى أنقذك.
تعجب الأسد من كلامه قائلًا:
- تنقذني! أنت يا فأر! فقط اذهب وأحضر أي حيوان كبير في الغابة حتى يفك تلك الشبكة على ظهري، فأنا تعب منها ولا أستطيع الخلاص.
قال له الفأر واثقًا:
- لا تقلق يا عزيزي، فأنا هنا لأنقذك.
وإذ بالفأر الصغير يضع الشبكة داخل فمه الصغير حتى يقطعها ويخرج الأسد.
فنظر الأسد له منبهرًا بطريقته العبقرية في إنقاذه، فخرج الأسد من الشبكة فرحًا مسرورًا بما فعله الفأر الصغير اللئيم.
وما إن خرج من الشبكة حتى صافح صديقه الفأر، وبعدها أصبح الأسد صديقًا للفأر، يحبه ويحب أن يجالسه، ويخرج معه في أي مكان في الغابة، وأصبح الاثنان صديقين يذهبان معًا لكل مكان.
أقرأ أيضاً 3 من قصص الأطفال قبل النوم.. احكها إلى طفلك
قصة الأسد المتعجرف
في يوم من الأيام وفي قديم الزمان كان الأسد المتكبر المتعجرف الذي لا يرى إلا نفسه فقط بين الجميع يعيش في الغابة وسط الحيوانات الكثيرة لا يخاف شيئًا، يأمرهم ولا يكسرون له كلمة، كلما طلب من حيوان ما أن يفعل شيئًا ما لأجله لم يتردد الحيوان، وعلى الفور لبّى طلب ملك الغابة حتى لا ينزعج منه.
وفي يوم من الأيام كانت الحيوانات كلها خائفة من الأسد، فقد سمعوا ملك الغابة ينادي على الفيل منزعجًا ويقوله له:
- أنت أيه الفيل الضخم الذي لا فائدة أبدًا من وجودك هنا، اذهب وأحضر لي كوبًا من الماء، فأنا أريد أن أشرب، هيا اذهب بسرعة ولا تتأخر، وإلا سأجعلك وجبة الغداء الخاصة بي لليوم.
سرعان ما انطلق الفيل الضخم في طريقه ذاهبًا نحو بئر الماء حتى يحضر الماء لملك الغابة حتى يشرب ويروي عطشه.
وفي الطريق قابل الفيل الأرنب الذي استوقفه وقال له:
- يا صديقي الفيل، ماذا بك؟
لماذا تجري مسرعًا هكذا، انتظر، فأنا أريد أن آخذ رأيك في أمر ما.
قال له الفيل مسرعًا ليحضر الماء للأسد:
- لاحقًا أيها الأرنب الصغير، فلا أملك كثيرًا من الوقت الآن، لاحقًا، لاحقًا.
وفي اليوم التالي عندما استيقظت الحيوانات كلها سمعت الأسد يزمجر بصوته عاليًا دون أن يعلموا سبب ذلك.
نادى الأسد الغراب الأسمر الصغير قائلًا له:
- أيها الغراب الأسمر، اذهب واجمع كل الحيوانات لي هنا، فأنا أريدهم جميعًا أمامي الآن.
فذهب الغراب الأسمر الصغير مسرعًا حتى يخبر الحيوانات الموجودة في الغابة بالأمر، وبعد دقيقة واحدة كانت كل الحيوانات الموجودة في الغابة مجتمعة أمام الأسد لتعلم ما الأمر الطارئ الذي يريد ملك الغابة أن يخبرهم به.
وبعد قليل صعد الأسد الحجرة أمام الحيوانات حتى يخبرهم بما يريد، وسرعان ما بدأ كلامه، فقال:
- أخبروني الآن أيها الحيوانات الشقية، ماذا تريدون مني أن أفعل بكم؟
تعجبت الحيوانات الموجودة في الغابة قائلة:
- ماذا تريد منا يا ملك الغابة؟
- قال: أنا تعبت من كسلكم وقلة عملكم، فأنتم دومًا ما تجلبون لي طعامًا قليلًا لا يجعلني أشبع مطلقًا، فأنا أريد أن أتناول كثيرًا من اللحوم حتى أشبع، من الآن فصاعدًا كل يوم عليكم أن تجلبوا لي غزالة كبيرة الحجم حتى أتناولها.
تعجب الحيوانات داخل الغابة قائلين:
- وكيف ذلك يا ملك الغابة؟
- قال الأرنب: كيف يمكننا أن نصطاد كل يوم حيوانًا منا لك يا ملك الغابة حتى تتناوله؟
- قال لهم: لا أعلم كيف يكون ذلك، فقط عليكم التنفيذ، وإلا سألتهمكم جميعكم مرة واحدة.
خافت الحيوانات كلها ثم قالت له:
- حسنًا أيها الملك، فأمرك مطاع بالطبع، سنفعل ذلك.
ثم قال الأسد للغراب الصغير:
- أما أنت أيها الغراب الأسود الصغير توقف عن النباح كل يوم في الصباح، فأنت تزعجني وتقلق نومي، ولا تجعلني أهنأ بنومة واحدة أبدًا.
قال له الغراب الصغير:
- حسنًا يا مولاي، بالطبع سأنفذ ما تأمرني به.
وانطلقت الحيوانات كلها في الغابة لا تعرف كيف ستنفذ طلبات الأسد الغبي الذي يظن أنه يعرف كل شيء، ثم قرروا وقتها أن يستشيروا من هو أكثر منهم حكمة وذكاء؛ لذلك قررت كل الحيوانات أن يذهبوا إلى السلحفاة الحكيمة التي ستخبرهم بما يجب عليهم فعله.
ذهبت الحيوانات كلها متعاونين، فقط يريدون أن يتخلصوا من ذلك المتعجرف الغبي الذي لا يفقه أي شيء.
ثم دخلوا على السلحفاة مرة واحدة طالبين منها المساعدة قائلين لها:
- ساعدينا يا حكيمة، فهذا الغبي قد دمر عائلاتنا، وأكل أطفالنا ويريد أن يأكلنا كذلك.
قالت لهم السلحفاة الحكيمة بكل هدوء:
- لا تقلقوا يا أصدقائي، فأنا عندي الحل لكل تلك المشكلات.
قالوا لها متلهفين:
- وكيف يمكننا ذلك أيتها السلحفاة؟
- قالت لهم: عندما يطلب منكم الأسد أن تفعلوا أي أمر ما لا تفعلوه، فقط تجاهلوا كل ما يقوله.
وفي اليوم التالي استيقظ الأسد من نومه على صوت الغراب الصغير الذي ينشر الضوضاء في الغابة كلها غاضبًا قائلًا له:
- اذهب واجمع لي كل الحيوانات، فاليوم سأتناولكم جميعًا من جرّاءِ ما فعلت أنت أيها الصغير اللئيم.
ذهب الغراب وأحضر كل الحيوانات وقال لهم:
- ألم أقل لكم ألا تزعجوني في نومي من قبل؟ لكنكم فعلتم العكس تمامًا.
- قال له الأرنب: لا تغضب يا ملك الغابة، فكل ما فعلناه نحن لم يكن إلا لحمايتك.
- قال الأسد ضاحكًا: لحمايتي أنا؟ ممن يا حيوانات إذن؟
- قالت السلحفاة الحكيمة: نحن فعلنا ذلك؛ لأنه يوجد أسد آخر موجود في الغابة يأمرنا أيضًا، ويجعلنا نحضر له الطعام كل يوم حتى يتناوله، وهو بالطبع أقوى منك كثيرًا.
- قال لهم: لمَ لم تخبروني بذلك؟ الآن خذوني إلى ذلك الأسد حتى أعاقبه.
أخذت السلحفاة الأسد إلى بئر الماء، فنظر الأسد إلى نفسه في البئر، وسرعان ما وقع حتى غرق، ولم يعرف كيف يخرج منه.
هللت الحيوانات الموجودة في الغابة، وفرحوا كثيرًا بما فعلوا بالأسد الشرير.
وهكذا عزيزي القارئ نكون قد تناولنا معًا قصة قبل النوم التي يحبها الأطفال والكبار كذلك، ولا تنس عزيزي القارئ أنك إذا رغبت في مزيد من الحكايات فقط كل ما عليك هو زيارة جوك لتقرأ مزيدًا من القصص والحكايات الممتعة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.