أيهدأ قلبي وهو يعلم أن الحبيب عنه بعيد
أم تراه سأل عنه الأعمى الذي ببصيرته شديد؟
والخوف قد تجذر داخلي، وجعلني ذلك أعيد
معاناتي على مسامع الناس وأعيد نبضي الشريد؟
فمال عني حبيبي رغم ذلك لم أكن أبدًا بسعيد؟
والحب باغتني بعتاده المريد وجعلني في كميد
وحسب أني عصفور ما عدت أجيد صوت التغريد
فتركني أسقط كالشيطان وذلك جعلني مريد
وجعلني فيما بعد أستيقظ بالفراش لأكون كميد
فماذا أفعل وأنا من أخلفت معك يا حبي الوعيد
وتركت حزني لك يصير في يديك كقيد من حديد
ماذا أفعل يا روح الحزن ولمَ أدفأت قلب الجليد؟
وتركتني أتمطى بحزني العتيد أتسابق من جديد؟
وتركتني أضيع نبض قلبي وأحمل ظلمي للوريد؟
وعبثًا أتلقى الصفع لأعترف بذنب الإنسان الجحيد
فاتركني إذن يا حبي اتركني فلستُ أريد المزيد
اتركني وحيدًا لعلي أكون بعدك -ربما- مثلك سعيد
فجذوري فيك قد أنبتت زهر الحدائق السعيد
وأخبرتني بماء الورد الذي جعلني أشعر بالتحريض
فاتركني لعل حماسي لن يعيد حبي التليد
وبذلك لن أعرف أي حكم قاضاني وجعلني شريدًا
في ظلمات الغيب أتعذب وحدي كالنجم البعيد
فقد تركتك يا حزني فخلصني إن كنت تريد
ودعني أبدأ حياتي الخاصة دون أي تقييد
فإني لست عبدًا من العبيد ولست حتى طريد
فاتركني رجاءً أبني حياتي اتركني لعلي أكون مفيدًا
ولا ترجمني كالشياطين ففجري دومًا حميد
فهو منير بنور شمسه الساطع الحارق المجيد
أيهدأ القلب داخلي إن أخبرته بسري الجديد
أم أنه سيكتئب لأني صرت بك يا حزني شريد؟
أخبرني ولا تدعني بفضولي أغتزل خيوط الفجر من جديد
فقد ذهبت أمنياتي... ذهبت لكن لم يجدِ لأنه غير مفيد
فاتركني أهدأ نبضاتي لعلي إن هدأتها جعلت القلب سعيدًا
فمن جديد نفسي ما حملت العهد فاتركني أصنع الجديد
فحديث القلب لن يضر سوى جعلي مذنبًا من جديد
فلم أحكم الرأي السديد ولم أكن لأتدخل بشؤونك الشهيد
فدعني أتعلم كيف أدير أعمالي من جديد فحبك الزمني بالتحديد
وجعلني أرغب وحدي بأن أكون لمرة واحدة مثلك مفيدًا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.