الشمس أنت إذا طلعت مع النهار
ابتدأت حياة الكون المختار
والكون أنت وما لدي الاختيار
والقمر أنت تضيء ليل الأسحار
العمر يمضي إن رويت القلب حبًّا
أو تركت القلب يمضي في انكسار
لا تحزني يا عين إن جاء الحبيب
بكل عنف يحتويه الانشطار؟
يقضي على حجب الزمان كأنه
في القلب يكوي دونما أي اعتذار
والجفن في علل القلوب كأنه
شمس يلونها: السواد مع الحمار
فإذا غضبت اشتعلت النار
وهاجت لفداي كل البحار
تلوح في عينيّ الغيوم
وتتهمني الأمطار بالإمطار
إذا رضيت سأضيع في حزن غدار
وإن بقيت سمت بي الأرض الخضار
فأنا فيك متيم والقلب في أخطار
فرح يهيم مع السعادة دون إخطار
ويطوف في جنبات قلبك والهوى
بين الضلوع وتهتدي كل دار
أنت التي قد أنعم المولى به
ولقد شعرت في ظلالك بافتخار
فلتهنأ يا جنتي وحبيبي
فأنا إليك أحن دومًا باختصار
لتهنأ بمشاعرك نحوي فالحزن جار
وغادر كل من مني قد غار
فلستُ أهوى أن أظل خاسرًا
على الدوام يا جار
فارحل عني يا حزني يا مكار
فلقد غرب نجمك فالقلب حَار
لم ترضَ أبدًا يا حبيبي الحوار
فلماذا جعلتني بحبك أصاب بالدوار؟
لمَ جعلت الشمس تنير بالجوار
وأنت تدري أن سواد قلبك منهار؟
فلا تجعلني محطم القلب في انكسار
فأنت تدري كما أدري أن الكون دار
فاحتويني بحبك واجعل السماء مدرارًا
وحلق كالحمام ودع عنك الأفكار
فإنها دومًا لاذعة وتكشف الأسرار
فلو مهما ارتفعت الأسعار
لن أخونك وسأكون في انتظار
فلا تتركني في انكسار
لا تتركني في انهيار
ودعني أمضي أتقفى الأخبار
فلقد انكسرت الأسوار
وابتدأ الجمع بالإقرار
عن مكان الإصدار
فلا تسهب في الانتثار
كي لا تصاب بالاندثار
ودع الإرادة تتجمل هذا النهار
كي تفك لعنة الأنهار
ودع الشمس تتغرب وسط البحار
ولا تبالِ بنارها فستتخفى بظلمات البحار
وأبحر يا حبي في الدجى وفي الأسحار
فقلب الشاعر دومًا ما كان محيط أسرار
فلا تبتئس إن كان التنور قد فار
فضياء الصحاري منك قد عار
وعرف موعد الحب فثار
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.