ميساء محمد ديب وهبة نوفمبر 20, 2023, 12:37 م

قصيدة "تنهيدة روح".. شعر فصحى

مع رعدِ الأخبار المتناثرة من الأصقاع

قبعتْ ذاتُ طفلٍ داخلي فوق ركام الذكريات مُناجية

أملاً في النجاة

تُطرق استغاثات

تنفثُ ألمًا

وتزفر رجاء الالتفات

صرخاتٌ مدوية ملأتْ الأسماع

-أصغيتُ باستغراب متسائلة:

من أي شيء تشتكين؟

بحرقةٍ أجابتْ:

-من خوفي وحزني

وكل ما في جوفي من أنين.

-من وحشة الشوق الحزين

وأتلال أسرار الصدمات الأليم.

-توهجتْ نجمةُ عتمة عمري وصاحتْ:

ألا يا حبُّ أزل عني قناعي المزيف

قد أبدو لك جميلة الوجه هادئة المعشر

غير أني ألبس قناعًا؛ لا بل أكثر!

مقنَّعةٌ بضحكةٍ اصطناعية

وثقةٍ وهميَّة

أخدعك بأن:

الصبر اسمي

والقوة لغتي

والرضا عنواني

وأني دائمًا بخيرٍ وأمان

على الدوام وجهي مُزيفٌ

لا تصدقي قولي إني بخير

قوية ولا أحتاج إلى الغير

الآن أُصدقكِ القول: أنا كاذبة

ما أزال ذاك الصغير الخائف

ممزوجًا بالحيرة والذعر

وفوقها كل اليأس

فأنا في داخلِكِ

طفلٌ مصدومُ مرتعش

خلف قضبان الوهم عالق

أبداً تتنكرين لوجودي

ولأمري تعيشين في جهل

مللت لعبة التَّخفي وأنني بخير

فتراني أجعلكِ حزينةً كئيبةً من لا شيء

هذي صرختي

أخاف انفضاح حقيقتي

لا أشعر بقيمتي

يقتلني احتقارك لطفولتي وسخافتي وتجربتي

كوني لطيفة معي

واصغي لندائي

مللت الاختباء في الظل

امسحي عني نظرة البؤس

بتراتيل عشقك الإلهي أستعيد الحياة

وبحنو عطفكِ الأبوي

ينمو لقلبي جناحان

صغيران يرفرفان

لجراحي يضمدان

لعتمة العمر ينيران

بالمحبة يُحلَقان

استكشف المزيد حول قصيدة قصائد قصيدة شعرية

بقلم ميساء محمد ديب وهبة

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.