فاض بي الحنين منذ سنين وأنا حزين
ومادت بي أرض فلسطين فاشتعل القلب بالأنين
واعتاد قلبي الأنين كل سنتين
فصرت في جوف السنين
منسيًّا في خوفي من المذنبين
مجرد حزين سجين كالمعذبين
كمموا لساني وأيقظوا عزمي الدفين
كمموني وأجبروني أن أبدأ مراسم التأبين
على قلبي الذي عراه الأنين
فصار التفكير بالتحرير كالجرم المبين
فثارت ناري تتلظى وتوقظ صلاح الدين
وتهزم الوحش وتجعله في عذاب حطين
وأجبروا شعبي على معاناة الدرب الشجين
وأجبروا نفسي على أن تتعبد كالشياطين
فما لقيت في وحدتي إلا جرحي الثخين
حادثته بدمع العينين عساه يجعلني من الثائرين
فإني حائر منذ زمن أتخبط في السنين
سأحصل على حياة المرهفين
وكأني بذلك حصلت على كنزي الثمين
دموعي هطلت كما الغمام من العينين
فتاقت نفسي فورًا إلى التدوين
تدوين كل مشاعري التي زالت ما انطوى الحنين
فيا رجائي من رب العالمين أن يجعلني من المنتصرين
ألا يدع نفسي بين المجرمين تغتصب كالعاهرين
فاتركني يا وحش ولا تشاقيني في العالمين
لا تتركني يا ربي أبدًا أتجرع العذاب المهين؟
وصفيني فإني في عذاب النار كالشياطين
إني لعين كل إخوتي تركوني لذاك الرجل السمين
فلا تعذبني بالسجن فلست أهوى المكوث أكثر من سنتين
فلا تأخذوا إثمي على أنه ذنب لعين
فهو حريتي من قفصي السجين
فلا تتهموني عبثًا فإني مخلص أمين؟
ولا أزال كذلك حتى ينتهي الأنين بفلسطين
فلا تسكروني بالمرار فقد فقدت درب الصالحين
فلا تجعلوني اليوم حزين
ولا تجعلوني أخسر رهان العالمين
فإن قلبي بالرهان متعلق رهين
فكما ترين يا حبيبتي يا فلسطين إني معشوق الملايين
فلا تؤاخذي غروري على أنه جرم مبين
فإن ذلك قد فاض من بقائك داخلي يا حنين
فكونوا يا إخواني وأقبلوا إليَّ محسنين
ولا تكونوا عليَّ كالشياطين
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.