لاح نور الفجر من خلف الشباك.. فما أضواك!
وراح الطير يطير كنجم بزغ في مداك
فهناك اندفع حبي لك كالسيل مندفعًا لثراك
منطلقًا بالجو ما له خبر بمنتداك فجعل ريحه صداك
لم يعلم أن الحزن قد عدلك وصار لتوه مثواك
فيا حبيبي اطمئن فإني أبدًا، أبدا لن أنساك
فلا تقفز لاستنتاجات رعناء فإني دونه فداك
أظلمت ناري نجواك فأخبرني ما سر أساك
ولمَ الدموع قد رست كالسفن ببحر عيناك؟
ولمَ جادلت البحر وابتغيت نور هداك
هل طمعت أنه هناك ستجد كل مرسى بمرساك؟
فمن بناك ومن ذاك الذي في الغربة قد حماك
وأنت الغريق في الحزن أنت الحريق في نجواك؟
في لقى الأرض تربت أسماك غريبة بيمناك
فلا تسأل عن شعور الحبيب فهو من كان حداك؟
لا تسأل فالحبيب دومًا ثراك ونوره ما زال يشقاك
فأبدًا لن تخشى الأسر فالمدى بغيومه صار مسراك
فاسأل طيور المسا فهي ما زالت عالقة بمساك
فقم حانيًا لعلك ترى الأسلاك فتنحني لثراك
فقد كنت مهموم القلب دومًا أنت دون سواك
ترى أملاك الغير فتحسبها في نفسك ملاك
وترى الملاك منزويًا في غياهب السنا سناك
فتسأل الضباب عن رؤاك فيكذبك الضباب لحن يغناك
فيا قلب دعني بسلام لعلي أجد أحدًا يصطفاك
ولا تلمني إن كان الذي أهواك في حبه قد نساك
فحب السنين وهج ضاع عمره ودنس معناك
فلا تسأل عمن جرمك فالأسى كان ولا يزال أساك
فابتعد تجد جوابًا من أعلاك وتجد أن للغير كابوسًا يهواك؟
وقم بمغامرة عساك تخلد اسمكِ فتتخلد يا حبيبي ذكراك
فالأمور باقية ما دامت ستبقى دومًا أمنية تتمناك
فلا تسطر حزنًا أجفاك فالخوف من الحياة قد أعياك
والتعاسة التي توضحت بعينيك أوهام حزن قد أقساك
فلا تسأل عمن أشقاك فالحبيب من حبه قد أسقاك
فدع يدي في يديك تلتف بدفئي فتنسى الذي آواك
فحزنك ظاهر في عتمة الشفق وأبدًا هو لن ينساك
فتمنى الخير إن كنت تهوى قلبي ودع العمر سواك
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.