العلاقات الداخلية هي بداية المسار ومصدر كل العلاقات الخارجية عمومًا. إنها عملية مستمرة ومعقدة، لكن علينا نحن أن نكون أكثر مرونة مع تغيراتها على مر الزمن، وأن نكون على اتصال جيد مع مشاعرنا وعواطفنا، أن نتعرف عليها ونعترف بها.
إنها مشاعرنا، وتقبلها والتعبير عنها بصدق وبلا خوف، يجعلنا أكثر شجاعة في مواجهة المواقف الصعبة، في الحياة والعلاقات عمومًا.
اقرأ أيضاً 5 خطوات للتخلص من العلاقات السامة وطرق التعافي منها
كيف تحدث العلاقات؟
مسار العلاقات يبدأ من داخلنا، علاقتنا بذواتنا وكيف نتعامل معها هو ما يحدد كيف تكون العلاقات الاجتماعية عمومًا.
العلاقة بالذات هي الأساس لكل العلاقات الأخرى في الحياة. فعندما يكون لدى الشخص علاقة صحية بذاته تظهر على كل علاقاته في حياته الاجتماعية والعاطفية.
إن بناء العلاقات يتطلب جهدًا ووقتًا، فعندما نبدأ في علاقة، فإننا نضع جزءًا من أنفسنا فيها، ونفتح أبوابنا العاطفية والشخصية للآخرين.
وغالبا ما تكون العلاقات تحديًا، وهو ما يستدعي توجيه الجهود والتفاني لجعلها ناجحة، أحيانًا إذا تخطينا بعض اللحظات الصعبة، بالهروب من الاعتراف بالمشاعر، قد تظهر بعض الشروخ في صورة الشخص الآخر أو في صورتك الشخصية له، وقد ينشأ الارتباك والتباين بين الانطباع الأول الذي نكوِّنه عن الشخص والحقيقة الواقعية.
وعلى الجانب الآخر إن صورة الشخص الداخلية فينا هي تقدير شخصي فقط منه، وقد تتأثر بالعواطف والتجارب السابقة والانطباعات السطحية؛ لذا لا ينبغي أن يتسبب وجود شروخ في صورة الشخص في عدم امتلاك فرصة للتواصل والتعرف على الشخص الحقيقي.
إذا تمكَّنا من التأمل في أنفسنا وفهم الشروخ التي قد تكون نشأت في صورة الآخر، وتقبل مشاعرنا ومشاعره، فقد يتسنى لنا التوصل إلى رؤية أعمق وأكثر صدقًا عن طريق التفاهم والاحترام المتبادل، ويمكننا بناء علاقات جديدة جيدة تقوم على التفاهم والثقة.
اقرأ أيضاً أهمية العلاقات الصحية في بناء حياة مستقرة
تحديات تواجه العلاقات
إن العلاقات ليست مثالية، وقد تواجه تحديات وعقبات. لكن عن طريق العمل معًا والاستعداد لتقبل الاختلافات دون خلاف، يمكننا تجاوز الشروخ الموجودة وجعلها علاقة أكثر قوة وانسجامًا وتقبلًا.
عندما تحدث الشروخ في العلاقات، ويصيبها التشقق، فهذا إنذار، هنا نراجع أنفسنا ونتساءل عن الرؤيا التي يمكن أن تكون لدينا عن العلاقة.
قد يوجد تصور غير دقيق للشخص الذي نتعامل معه، أو قد نكون قد تجاهلنا إشارات أو مشاعر الشخص الآخر، من المهم أن نتحلى بالصبر والتواضع، ونكون مستعدين للاعتذار وتصحيح أي أخطاء قد ارتكبناها.
وعندما نبدأ علاقة جديدة، بعد وجود شروخ في العلاقة السابقة، يجب أن نكون حذرين ونتعلم من الخبرات السابقة، يمكننا أن نأخذ الدروس من الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي، وأن نكون أكثر وعيًا وحذرًا في العلاقة الجديدة، يمكننا أن نترك المخاوف والتوقعات الظنية جانبًا ونبني الثقة والتفاهم خطوة بخطوة.
إن الشروخ في العلاقات ليست شيئًا غريبًا أو فريدًا؛ فكل العلاقات تواجه تحديات ومشكلات في وقت ما، المهم هو كيفية تعاملنا مع هذه التحديات وكيفية تحويلها إلى فرص للنمو والتطور.
يمكن للشروخ أن تكون بداية لتحسين العلاقة وبناء صلة أقوى وأكثر صحة بين الأشخاص، أو تكون بداية النهاية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.