ماذا تعرف عن معركة فيليبي عام 42 ق.م؟

أخذ أعضاء الحكومة الثلاثية الثانية التوجه من أجل القصاص من قتلة قيصر في الشرق، وأخذت قواتهم بالتزايد بعد اعتمادهم على الموارد والجند الموجودين في مقدونيا وسوريا.

وكذلك عقدهم تحالفًا مع أعداء روما الفرثيين.

اقرأ أيضًا موقف الإمبراطور أوكتافيوس من قتلة يوليوس قيصر

المواجهة مع أوكتافيوس وأنطونيوس

إذْ أرسلوا لهم عدد من الجند بناءً على طلب المبعوث من قبلهم وهو كنتوس لابينوس Quintus Labienus، فأصبح بحوزتهم ثمانون ألف جندي مرابط من مقدونيا وأجزاء من آسيا من أجل الاستعداد للمواجهة مع أوكتافيوس وأنطونيوس اللذين قادا نحو مئة وعشرين ألف جندي إلى مقدونيا، تاركين لابيدوس في روما.

وعبر القائدان بحر الأدرياتيكي من أجل معركة حاسمة إذْ عسكروا في ميدان مدينة فيليبي التي تقع على الحدود بين مقدونيا وتراقيا، ودارت رحى المعركة في سبتمبر عام 42 ق.م.

إذْ التقى الجيشان وكانت الكفة بداية الأمر لمصلحة بروتوس على حساب أوكتافيوس، واستطاع أن يزحزح جيش الأخير عن موضعه.

لكن الأمور سرعان ما انقلبت لمصلحة أوكتافيوس عندما هزمت جيوش أنطونيوس جيوش كاسيوس الذي أصيب باليأس وفضَّل الانتحار. ولم تتوال الانتصارات؛ لأن أوكتافيوس قد تعرَّض إلى وعكة صحية ألزمته خيمته.

فاختل نظام الجيش، ولجأ أنطونيوس إلى إعادة تنظيم الجيش كله، وبعد راحة لعدة أيام اتجه إلى قتال بروتوس، واستطاع أن يلقن جيوش الجمهورية هزيمة منكرة في أكتوبر من هذا العام.

وعندما رأى بروتوس هذا الوضع الذي آل إليه قرر الانتحار.

اقرأ أيضًا ظهور أوكتافيوس عام 44 ق.م والمؤامرات التي قام بها ضد أنطونيوس

إعادة توزيع روما

لقد كان بإمكان أنطونيوس أن ينتهز الفرصة في مسألة مرض أوكتافيوس ويقدم على التخلص منه ويعود إلى روما؛ لأنه المنافس الأول له في السلطة، لكن هذا الأمر يثير عليه أتباع أوكتافيوس.

وكان أنطونيوس ينظر إليه كونه مريضًا لا يقدر على الثَّبات أكثر؛ لذلك فضَّل أن يتركه ليكمل المواجهة مع بروتوس ويسرع في إمداد أوكتافيوس بالجند من أجل حسم الصراع الذي كان يحسب له، وجعله في موقف أقوى من أوكتافيوس

هكذا جعلت المعركة من الحزب القيصري الوحيد المسيطر على زمام الأمور في روما وولاياتها، وبدأ كل من أوكتافيوس وأنطونيوس في إعادة توزيع الولايات فيما بينهما.

وقد أسقط لابيدوس من حساباتهم وذلك لارتيابهما في أمره؛ إذْ تبين لهم أنه على علاقة خفية بسكتوس بومبي، وقرر منحهُ إفريقيا في حالة إذا أثبت حسن نواياه في المستقبل.

وبدا أنطونيوس الشخص المسيطر على التحالف وكان لهُ النصيب الأكبر، إذْ أوكل إليه أمر الولايات الشرقية وتدبير أمورها، وكذلك أمور غالة كلها.

أما عن أوكتافيوس فأسند إليه الولايات الإسبانية، وضمت ولاية غالة القريبة إلى روما وأصبحت ضمن حدود إيطاليا التي كانت مشتركة بين الأعضاء الثلاثة، وسكت عملة عليها صورة أعضاء الحكومة الثلاثية

وكانت مهمة أنطونيوس جمع الأموال اللازمة من الشرق وأخذ بالتوجه لإتمام مهامهِ، أما أوكتافيوس فكان عليه العودة إلى روما من أجل توزيع الأراضي على كبار قدامى المحاربين.

رسالة ماجستير تاريخ قديم

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 27, 2023, 1:30 م - امل مهدي صالح
نوفمبر 27, 2023, 12:09 م - امل مهدي صالح
نوفمبر 27, 2023, 10:40 ص - امل مهدي صالح
نوفمبر 24, 2023, 8:36 م - امل مهدي صالح
نوفمبر 21, 2023, 10:15 ص - امل مهدي صالح
نوفمبر 21, 2023, 6:16 ص - امل مهدي صالح
نوفمبر 20, 2023, 7:15 م - امل مهدي صالح
نوفمبر 18, 2023, 11:58 ص - امل مهدي صالح
يوليو 11, 2023, 4:01 م - محمد أمين العجيلي
نبذة عن الكاتب

رسالة ماجستير تاريخ قديم