ما أسباب الضغط النفسي؟ وكيف نتخلص منه؟

معظمنا قد يلجأ إلى هذه الجملة في حالات الضغط والتعب والألم النفسي؛ لأن الإنساني يشعر أن كل الأبواب أغلقت أمامه أو حين يجد نفسه مجهدًا ولا يستطيع إكمال الطريق لا سيما هؤلاء الذين لديهم مسؤوليات وواجبات كبيرة تجاه الآخرين كالآباء والأمهات أو عند المرور بظروف صعبة من الناحية المادية والمعنوية.

لذا فإننا نجد أنفسنا نتحدث بصوت عالٍ وعفوي ونشكو لله ونبحث عن الراحة والفضفضة وتغيير الحال.

وفي هذه المقالة سنقدم لك بعض النصائح للخروج من هذه الحالة والتعامل معها تعاملًا يقلل الخسائر والضغوط النفسية، ويحميك من الدخول في هذه الحالة بالمرات القادمة.

اقرأ أيضاً الضغط النفسي المرضي والطاقات السلبية الناتجة عنه

أسباب الضغط النفسي

  1. الأشخاص السيئون

لعل أهم أسباب الضغط النفسي هي أن تكون محاطًا بأشخاص سيئين وتتعامل معهم باستمرار في العمل وفي العائلة وكذلك جيران السكن ومقدمي الخدمات فمعظم الأشخاص الذين نتعامل معهم يكونون هم سبب تعاستنا أو سعادتنا، إذن، يجب علينا أن نتعامل في غالب الأحوال بعقولنا لا مشاعرنا، ويجب ألا ننتظر من الآخرين كثيرًا، فأكثر ما يتسبب لنا بالأزمات النفسية توقعاتنا من الآخرين.

ويجب أن نحدد العلاقات تحديدًا يحمينا من تدخلات الآخرين في حياتنا، ويجب علينا أن نوازن دائمًا بين المكاسب والخسائر؛ لذا علينا أن ننهي أي علاقة تؤدي إلى ضغط كبير من شأنه أن يدخلنا في حالة نفسية سيئة مهما كانت المكاسب؛ لأن الخسائر هنا كبيرة جدًّا ويصعب تعويضها.

  1. المعايير الصعبة

من أكثر الأشياء التي تصنع لنا حواجز نفسية وتضعنا في دوائر الضغط العصبي هي مسألة المعايير الصعبة، فنحن حين نفكر في معايير معينة ونربطها بسعادتنا فإن عقولنا تتعامل مع هذه المعايير بعدها بوابة السعادة، فلا نستطيع الشعور بالراحة والرضا قبل أن نصل إلى هذه المعايير، فمثلًا إذا وضع شخص لنفسه معيارًا كسيارة معينة يريد شراءها ليكون سعيدًا.

وهي ليست في إمكانياته الحالية فإنه لن يشعر بالسعادة أبدًا في أي سيارة أخرى، وإذا نظر إلى امرأة وعدّها معيارًا للسعادة فإنه لن يشعر بالسعادة مع امرأة أخرى وهكذا، فإن المعايير التي تصنعها عقولنا تسيطر دائمًا على فكرة السعادة، فنجد أنفسنا دائمًا في نعمة كبيرة إلا أننا لا نشعر بها؛ لأنها لا  تتوافق مع المعايير الصعبة التي وضعناها سابقًا.

اقرأ أيضاً طريقة التعامل مع الضغوط النفسية والتخفيف من القلق والاكتئاب

الظروف الصعبة

كذلك لا بد أن نمر في هذه الحياة بظروف صعبة وأيام سيئة وإخفاقات ومفاجآت غير سعيدة، لكننا لا بد أن نعرف ونؤمن تمامًا أن هذه هي طبيعة الحياة، وأن الأيام الجيدة والظروف السعيدة هي نتاج هذه الأيام الصعبة، ولن نشعر بأي سعادة إلا إذا مررنا أولًا بالحزن والألم والتعاسة لنعرف طعم الراحة والفرح والسعادة؛ لذا يجب أن نتعامل مع هذه الأيام الصعبة بعقلية ناضجة تدرك أن هذه الظروف ستمر كما مرت من قبل، وأن هذه هي طبيعة الحياة.

يجب أن نحافظ على أنفسنا سليمين وأقوياء حتى نعبر المراحل الصعبة والظروف السيئة، وعلينا أن نفكر دائمًا في الحلول وليس في البكاء على ما حدث.

اقرأ أيضاً أهمية الدعم النفسي في الأوقات الصعبة

نصائح للتخلص من الضغط النفسي

- لا تكن لطيفًا أكثر من اللازم

من المهم أن تكون إنسانًا لطيفًا يتعامل مع الآخرين بمودة وكرم، لكن النصيحة الأهم هي ألا تكون لطيفًا أكثر من اللازم، فلا تفعل شيئًا فوق طاقتك لا سيما طاقتك النفسية، وتعوّد أن ترفض الأشياء التي لا تحب فعلها ولو كان لإرضاء غيرك، تعوّد أن تقول لا للأمور التي تضرك نفسيًّا، وتعلم التخلص من صحبة الأشخاص الذين تشعر بالضغط في وجودهم، واعتذر دائمًا عن المواعيد والأمكنة التي لا تشعر فيها بالراحة ولا تكن لطيفًا لترضي الآخرين على حساب نفسك.

- لا تنتظر كثيرًا

من أهم النصائح لتفادي الضغط النفسي ألا تنتظر من الآخرين كثيرًا ولا تتوقع منهم العطاء الكبير والمبادرات الرائعة ولو كان الآخرون أشخاصًا ودودين وطيبين، إلا أن التوقعات دائمًا ما تأتي بنتائج سلبية، فإذا تعاملت تعاملًا عقلانيًا مع توقعاتك تجاه الآخرين، وقللت من توقعاتك فإن النتائج دائمًا ستكون جيدة، فإذا كانت أفعالهم على نفس توقعاتك فلن تعاني أي ضغط نفسي أو صدمات، وإذا كانت أفعالهم أفضل فسيصيبك ذلك بالسعادة والرضا الكبير.

- قلل معاييرك قليلًا

حاول دائمًا أن تفترض عدم الوصول أو عدم النجاح إلى ما تخطط وتسعى إلى الوصول إليه؛ لذا يجب عليك أن تقلل من المعايير قليلًا، فإذا كنت ترغب في شراء سيارة معينة، وبدأت الادخار أو الترتيب لشرائها يجب أن تتعامل تعاملًا ذهنيًا وعقليًا مع المسألة، وتضع في حسابك احتمالات عدم حصولك على هذه السيارة، وتضع في رأسك سيارة بديلة أقل قليلًا حتى لا تشعر بالصدمة أو الضغط النفسي إذا لم تتمكن من شراء السيارة التي تتمنى، وهكذا فإن فكرة المعايير من الأفكار الأساسية في مسألة الإحساس بالراحة والرضا والسعادة.

- أسعد نفسك بنفسك

لا تنتظر من الآخرين محاولة إسعادك، وبادر دائمًا إلى صناعة سعادة نفسك ولو بأشياء صغيرة تعوّد نفسك عليها وتفعلها لتكافئ نفسك مثل الخروج إلى مكان تحبه، وتناول شيء تحبه، وشراء هدية لنفسك إذا عملتْ جيدًا، حيّي نفسك ووجه الكلام الجيد إليها عندما تؤدي مجهودًا كبيرًا أو في نهاية يوم شاق، كل هذه الأشياء سيكون لها أثر كبير في راحتك النفسية مع الوقت.

وفي النهاية إن الإنسان هو طبيب نفسه، ويجب أن يعرف أن لا سعادة كاملة في هذه الحياة، ولا شقاء كاملًا؛ لذا يجب علينا أن نتعامل معها بالذكاء وليس بالقوة، ويجب أن نعلم أيضًا أن الرضا هو مفتاح السعادة والراحة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

نوفمبر 19, 2023, 7:58 م

تحديد العلاقات ممكن مع الأشخاص الغرباء أما العائلة فهو أمر صعب

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
أكتوبر 22, 2023, 1:15 م - اسامه غندور جريس منصور
أكتوبر 11, 2023, 3:04 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
سبتمبر 18, 2023, 11:23 ص - منة الله صبرة القاسمي
سبتمبر 7, 2023, 11:19 ص - بومالة مليسا
أغسطس 29, 2023, 4:48 م - عبدالحليم عبدالرحمن
أغسطس 22, 2023, 12:36 م - احمد محمد متولي
أغسطس 22, 2023, 11:44 ص - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 16, 2023, 10:51 ص - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 16, 2023, 10:05 ص - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 10, 2023, 1:11 م - زينب علي محمد
أغسطس 1, 2023, 2:04 م - محمد أمين العجيلي
يونيو 7, 2023, 12:51 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
يونيو 5, 2023, 4:15 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
يونيو 4, 2023, 4:04 م - اسامه غندور جريس منصور
مايو 24, 2023, 1:03 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
مايو 23, 2023, 12:09 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
مايو 14, 2023, 2:58 م - عبدالحليم عبدالرحمن
مايو 8, 2023, 8:04 م - وسام يحيي زقوت
مايو 4, 2023, 5:40 م - بيرلا رامي رفول
أبريل 29, 2023, 8:09 م - عبدالله أكرم صباح
أبريل 16, 2023, 12:31 ص - بن بوهة فاطمة
مارس 15, 2023, 8:10 م - يحيي زكريا البوليني
فبراير 23, 2023, 9:41 ص - امنيه ابو العلا محمد
فبراير 3, 2023, 7:46 ص - عايدة عمار فرحات
ديسمبر 15, 2022, 12:36 م - د. محمد مصطفى وهبة
نوفمبر 29, 2022, 11:37 ص - هديل حسام الدين عيسى
أكتوبر 18, 2022, 12:17 م - عبدالحليم عبدالرحمن
أكتوبر 16, 2022, 11:33 ص - زكريا مرشد على حسن الشميري
أكتوبر 14, 2022, 8:07 م - فاطمة يحيى الخضر
أكتوبر 9, 2022, 12:28 م - عمر عبدالله عمر
سبتمبر 27, 2022, 2:07 م - إبتهال ليث صالح
سبتمبر 18, 2022, 7:44 ص - عمر عبدالله عمر
سبتمبر 11, 2022, 6:34 ص - شهد سراج
أغسطس 17, 2022, 4:11 م - أسماء سركوح
أغسطس 17, 2022, 7:31 ص - غدير محمد برهوم
أغسطس 14, 2022, 8:07 ص - سليمة البقلوطي
أغسطس 7, 2022, 1:25 م - هديل مرخوفي
يونيو 29, 2022, 8:48 م - علي عبدالوهاب الاهدل
مارس 1, 2022, 7:14 م - د/آلاء رمضان أبو هميلة
نوفمبر 16, 2021, 9:20 م - مصطفى دندوح
مايو 13, 2020, 12:30 م - ياسر محمود عيد
نبذة عن الكاتب