الأطفال بمثابة النعمة، التي تجعل للحياة معنى، فهم النعمة التي أنعم الله بها علينا، فمن منا لا يحب أن يرى طفلاً صغيرًا متشبثًا به وبيديه، لا يريد أن يتركه؟
هم الزاد في الحياة، والنور في الدنيا، وبهم تحلو الحياة وتلين.
وفي هذا المقال، عزيزي القارئ سنذكر عددًا من قصص الأطفال القصيرة، يمكننا أن نرويها لأطفالنا الصغار، ويمكننا أن نشاركها مع من نحب.
اقرأ أيضاً قصص أطفال قبل النوم مكتوبة بالعامية
قصة الأسد الطماع
في يوم من الأيام، كان يجوب الغابات الواسعة أسد كبير بحثًا عن الأكل والماء، لكن للأسف ذلك اليوم كان صعبًا للغاية على الأسد، فبعد البحث الطويل لم يجد أي طعام حتى يتناوله، وبعد التعب المضني، قرر الأسد أن يجلس تحت شجرة في الغابة الواسعة حتى يستريح.
وفي أثناء ذلك كان سنجاب صغير يبحث عن الطعام والشراب فوق الشجرة، فتسلق شجرة عالية، يريد أن يقطف الثمرة الصغيرة حتى يتناولها، وفجأة وقع السنجاب الصغير من فوق الشجرة فكسرت يده، ولم يستطع المشي.
وفي ذلك الوقت، سمع الأسد الجائع صوت السنجاب الصغير، وهو يقع من فوق الشجرة، ليجري عليه مسرعًا حتى يتناوله.
لكن السنجاب لم يستسلم لذلك الأسد الشرير المفترس، الذي يريد أن يأكله أكلًا حتى النهاية، ظل السنجاب يجري ويركض مبتعدًا عن الأسد حتى وجد كهفًا صغيرًا، وسرعان ما قرر السنجاب أن يختبئ في داخله.
دخل الأسد الكهف ليتناول السنجاب الصغير، وظل السنجاب يرجوه لكيلا يأكله، فهو لا يريد أن يكون وجبة الأسد اليوم.
وفي تلك الأثناء، وبينما يستعد الأسد حتى ينقض على السنجاب، دخل للكهف أرنبان صغيران يلعبان سويًا، فقرر الأسد أن يتناول الأرنبين، فهما بالطبع وجبة دسمة أكثر من ذلك السنجاب، الذي لا يملك إلا العظام.
وبينما يستعد الأسد الطماع إلى أن ينقض على هذين الأرنبين، فإذ بهما يجريان مسرعين من الكهف هاربين بالطبع، وراح الأسد يجري خلفهما بسرعة، يريد اللحاق بهما.
وبينما الأسد يجري وراء الأرانب الدسمة، فر السنجاب هاربًا من الكهف بسرعة، استعد الأسد ليتناول وجبة اليوم، ففوجئ بغزال رشيق يجري أمامه، فكر الأسد قليلًا، ثم قرر أنّه سيكون سعيدًا وشبعًا أكثر إذا تناول ذلك الغزال الدسم الجميل، وبالفعل ترك الأسد الأرنبين ليهربا بعيدًا بالطبع، ثم استمر بالجري وراء الغزال الدسم، فوجد نبع ماء، والغزالة الرشيقة تقفز لمسافة بعيدة مبتعدة وهاربة من ذلك الأسد المفترس.
لكن للأسف، هذا الأسد الطماع لا يعرف كيف يقفز تلك المسافة كلها؛ لأنه لو قفز بالطبع لغرق في الماء، فاكتشف الأسد أن كل ما فعله من باب الطمع، الذي لا ينجي صاحبه، وتخلى الأسد عن السنجاب؛ لأنه حصل على الأرنبين الدسمين، بعدها تخلى عنهما ليتناول الغزال الدسم، وفي النهاية كان الجوع والوحدة من نصيب الأسد الطماع.
"القناعة كنز لا يفنى"، وعلينا جميعًا أن نقتنع بذلك.
اقرأ أيضاً 3 قصص للأطفال قبل النوم.. تعرف عليهم الآن
قصة قنفوذ البخيل
في يوم من أيام الغابة الجميلة، كانت الحيوانات تلعب معًا، وتضحك وتتسامر، فتكونت مجموعة من الأصدقاء ضمت كلًا من الأرنب الجميل والسلحفاة الحكيمة والفيل الطيوب والسنجاب الكريم والغزالة الحنون.
وكان هؤلاء الأصدقاء دومًا يجتمعون ليتناولوا الطعام سويًا كل يوم، فكل حيوان منهم يكون عليه الدور في إعداد وليمة الغداء لأصدقائه، فهم يحبون ذلك، إلا قنفود البخيل، كان يهرب دائمًا من إعداد وليمة الطعام لأصدقائه، ويشتكي قنفوذ ويتحجج بما هو غير حقيقي، ويشتكي قلة الرزق والطعام، لكن في الحقيقة، كان الجحر الذي يجلس فيه قنفوذ ممتلئًا بالطعام والخضار والفواكه الكثيرة، التي لا مثيل لها، مثل: التفاح والجزر، والخس وغيرهم كثير من الخضار والفاكهة.
وفي يوم من الأيام قرر الأرنب أن يعزم أصدقاءه الحيوانات الأخرى على وليمة الطعام الشهية اللذيذة، لذلك قرر أن يحضر مأدبة الطعام لأصدقائه، وكان القنفوذ البخيل لا يتمهل في تناوله للطعام، فقد كان يأكل بنهم شديد وكأن الطعام سينتهي.
وفي نهاية الأسبوع، قررت الحيوانات كلها أن الوليمة القادمة ستكون بالطبع عند رفيقهم الصغير قنفوذ، لكنه رفض متحججًا باجتماع عشيرة القنافذ الصغيرة، لذلك قال لهم: اعذروني يا رفاق، فأنا بالطبع لن أستطيع هذا الأسبوع، من الممكن أن أكون قادرًا على ذلك في الأسبوع القادم.
ويأتي الأسبوع القادم وقنفوذ لم يعد أي طعام لأصدقائه، فقد أخبرهم أن قدمه قد أصيبت في الشجرة، لذلك لم يقدر على الخروج وجمع الطعام لهم بالطبع.
وفي اليوم التالي، اختفى قنفوذ الطماع تمامًا من الغابة، ولذلك قرر رفاقه الخروج للغابة بحثًا عنه، لكنهم عندما دخلوا الجحر الصغير الذي يجلس فيه قنفوذ وجدوا كثيرًا من الطعام داخل الجحر، فأثار دهشتهم، فكيف لذلك القنفوذ الطماع الصغير أن يملك كل ذلك الطعام دون أن يطعم رفاقه، وكيف استطاع أن يكذب عليهم؟
بعدها قرر الرفاق أن يعاقبوا كلهم القنفوذ البخيل، لذلك عندما عاد قنفوذ أخبروه بأنهم وجدوا طعامًا كثيرًا في الجحر الخاص به، وعرفوا أنه كان يكذب عليهم دومًا، لذلك عليه أن يعود عن كل ذلك وإلا فهم لن يحبوه، أو يصبحوا أصدقاءه بالطبع، لذلك على قنفوذ أن يتنازل عن بخله وطمعه حتى يحبه رفاقه من جديد ويثقوا به.
ظل قنفوذ وحيدًا في جحره دون رفاق ودون أصدقاء يلعبون ويضحكون معه، واستمر الوضع كذلك حتى قرر قنفوذ أن يعود لأصدقائه ويخبرهم أن كل شيء سيكون على ما يرام، وأنه سيتنازل عن تلك الصفة البشعة، وهي البخل.
حتى أعد بعدها قنفوذ البخيل مأدبة طعام كبيرة لأصدقائه ورفاقه، وظلوا حتى الصباح يلعبون ويضحكون فرحين بقنفوذ صديقهم البخيل، الذي لم يعد بخيلًا.
اقرأ أيضاً 3 من قصص الأطفال قبل النوم.. احكها إلى طفلك
قصة الأسد الجريح
في يوم من أيام الغابة، كانت الحيوانات مجتمعة، تضحك وتمرح سويًا، وفجأة سمعوا صوت الأسد ملك الغابة يصرخ عاليًا، فقلقت الحيوانات داخل الغابة، ترى لماذا يزأر ذلك الأسد عاليًا؟ واختفت كل الحيوانات الموجودة في الغابة خوفًا من صوت الأسد الصارخ، فإذا بالغزال يهرب بعيدًا.
والعصفور والغراب يهربان في السماء عاليًا، والقرد الشقي يختبئ، والسلحفاة الحكيمة وحدها هي من بقيت في المكان، وأخبرت رفاقها أن يقوموا بالذهاب للمساعدة، لكن الحيوانات كلها حذرت السلحفاة من ملك الغابة، وقالوا لها إنه شرير ومفترس، ويرغب بالطبع في تناولها إذا اقتربت منه.
لكن السلحفاة لم تفعل ذلك بالطبع، وقررت الذهاب لمساعدة ملك الغابة، وعندما اقتربت منه، وجدته جريحًا مصابًا غارقًا في دمه لا يستطيع النهوض، وما أن اقتربت منه قالت له: ما بك يا أسد؟
قال لها الأسد: ضربني في قدمي صياد، فأصابني برصاصة في قدمي، أنقذيني يا سلحفاة.
ذهبت السلحفاة مسرعة إلى الغابة، وأخبرت الحيوانات أن يأتوا مسرعين لمساعدة الأسد.
وبالفعل، استمرت الحيوانات في الغابة في الاعتناء بذلك الأسد المريض، حتى تعافى تمامًا.
ففاق الأسد وشكر رفاقه الحيوانات على مساعدتهم له، وفي يوم من الأيام هجم على الغابة عدد من الضباع الكبار الذين يرغبون في تناول كل الحيوانات الموجودة، لكن سرعان ما ذهب الأرنب وطلب مساعدة صديقهم الأسد، ليأتي الأسد مسرعًا إلى الغابة، يريد أن يساعد رفاقه الحيوانات، وبالفعل هجم الأسد على الضباع داخل الغابة حتى أرعبهم وفروا كلهم هاربين منه، مبتعدين عنه وعن رفاقه الحيوانات.
وهكذا عزيزي القارئ، نكون في هذا المقال قد عرضنا عددًا من القصص والحكايات، التي تخص الأطفال، ويمكن للأب أو الأم أن يحكوها لأطفالهم الصغار، فهي كلها قصص ممتلئة بالحكم والعبر، التي يمكن لأطفالنا أن يتعلموا منها ما يفيدهم، ويجعلهم أنضج وأكبر.
ولا تنس عزيزي القارئ، إذا رغبت في مزيد من القصص والحكايات أو حتى قصص الأطفال القصيرة، فقط كل ما عليك فعله هو زيارة جوك، لتجد فيها كل ما تريد.
والآن، يمكنك أن تحكي لطفلك الصغير تلك الحكايات قبل النوم، فهي حكايات تعلم الطفل القناعة ومساعدة الآخرين والتفاني في العمل، فعلى طفلك أن يتعلم تلك الصفات الجميلة كلها، حتى يصبح دومًا في مقدمة الأطفال الممتازين.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.