4 قصص أطفال قصيرة قبل النوم

من منا لم يمر قبل ذلك بموقف أجبر فيه على أن يقص قصة قصيرة كانت أو طويلة قبل النوم لأطفال عائلته، سواء كان هذا الطفل هو أخوه أم أخته الصغيرة.

وفي هذا المقال عزيزي القارئ سنقدم لك قصص أطفال قصيرة حتى تقصها على أطفالك أو أطفال عائلتك قبل النوم، فيمكن للقصص أن تعلم أطفالنا عددًا من العبر والعظات التي يمكننا أن نعدها نصائح مستترة ندسها لأطفالنا في العسل، فقط كل ما عليك عزيزي القارئ أن تقرأ تلك القصص بتمعن وحرص حتى تحكيها لأحد أطفال عائلتك قبل النوم.

اقرأ أيضاً 3 من قصص الأطفال قبل النوم.. احكها إلى طفلك

قصة الحمار الأحمق

هي قصة تاجر ممتاز يتاجر في الملح، فقد كان ينقل الملح على ظهر حماره الصغير من قريته أو من القرية التي يسكن بها إلى القرية المجاورة له كل يوم.

وفي يوم من الأيام وبينما كان الحمار الصغير يسير اصطدمت قدماه بحجر صغير موضوع على الأرض، فما إن وجد الحمار الصغير نفسه غارقًا في ترعة الماء، حتى ذاب الملح وأصبحت الحقيبة فوق ظهره فارغة، فالملح يا صديقي يذوب في الماء بسرعة تمامًا مثل السكر.

وما إن خرج الحمار الصغير من الماء حتى وجد حمله الذي يحمله كل يوم أخف كثيرًا، فالحقيبة أصبحت أسهل في حملها، وبعدها اعتاد الحمار الأحمق الصغير في كل مرة يمر فيها على نبعة الماء الصغيرة أن ينزل متعمدًا فيها حتى يذوب الملح في الحقيبة التي على ظهره حتى يصبح الحمل على ظهره أخف، وبعد مدة تأثر التاجر بالخسارة الكبيرة التي كبدها له الحمار الأحمق، ففكر التاجر كيف يمكنه أن يعاقب ذلك الأحمق الصغير، فقرر أن يبدل البضاعة التي على ظهر الحمار بالقطن بدلًا من الملح، ففي المرة التي أخذ فيها الحمار البضاعة هذه المرة تعمد السقوط في الماء حتى يذوب الملح كالمعتاد.

لكن ما حدث كان بمثابة المفاجأة، فعندما نهض الحمار من الماء وجد الحقيبة ثقيلة على غير المعتاد، فتعذر المشي هذه المرة، وقتها علم الحمار أن كل ما فعله كان خطأ، وعليه أن يراجع نفسه من جديد، وعرف الحمار أن كل ما فعله كان يخدع فيه التاجر الذي تأثرت تجارته تأثرًا كبيرًا جدًا جراء ما فعله الحمار.

اقرأ أيضاً 3 قصص للأطفال قبل النوم.. تعرف عليهم الآن

قصة الغراب الذكي

في يوم من الأيام وفي إحدى الغابات الواسعة الكبيرة كان يحلق في السماء غراب صغير لا يزال يتعلم الطيران حديثًا، وأصبح يطير ويطير ويحلق فوق الأشجار الخضراء، وفي أثناء طيرانه شعر الغراب بأنه عطشان، ويريد أن يشرب القليل من الماء، فأصبح في أثناء طيرانه يبحث في كل الأراضي الخضراء التي يحلق فوقها عن القليل من الماء حتى يروي عطشه.

وما إن وجد إناءً به ماء قرر أن ينزل بسرعة ويشرب منه ما يجعله ريان، وبعد أن نزل حتى يشرب وجد مشكلة كبيرة، فقد كان منقاره الصغير غير قادر على الوصول إلى الإناء من الداخل؛ أي عاجز عن الحصول على الماء الموجود في قاع الإناء، وسرعان ما فكر وأصبح يحدث نفسه:

- علي أن أتصرف الآن، علي أن أجد طريقة ذكية يمكنني بها أن أحصل على الماء الموجود في الإناء، وبعد تفكير عميق قرر الغراب أن يستخدم الأحجار الصغيرة الموجودة على الأرض في جوار الإناء، فوضع عددًا من الأحجار الصغيرة داخل إناء الماء حتى يعلو الماء الموجود فيه ويمكنه أن يشرب وقتها ما يريد، وبالفعل نجح الغراب بالشرب من الإناء، ليطير بعدها محلقًا في السماء الواسعة، فوقه السماء، وتحته الأرض الخضراء الجميلة، ويمكننا دومًا عزيزي أن نتعلم من كل القصص التي نسمعها، فقصة الغراب الذكي تلك تعلمنا أن نبحث ونفكر حتى نجد الحلول المختلفة لمشكلاتنا التي يمكننا بها أن ننقذ أنفسنا منها بكل سهولة ويسر.

اقرأ أيضاً أجمل قصص قصيرة مختلفة ومتنوعة للأطفال

قصة الحمار والحصان

ملك فلاح حمارًا وحصانًا يعيشان معًا في مكان واحد، ويعملان معًا في المزرعة، لكن كان الحمار يمتاز بالخفة والرشاقة والطموح، فلقد كان حمارًا نشيطًا لا يتأفف ولا يكثر من الشكوى، كان دومًا ما ينفذ ما يطلب منه على أكمل وجه.

في حين كان الحصان ثقيلًا كسولًا لا يقوم لأي عمل من الأعمال إلا متكاسلًا خاملًا لا يرغب بالقيام بأي عمل شاق، كذلك كان دومًا ما يكثر الشكوى ويتأفف ويتبرم عندما يطلب منه عمل صعب داخل المزرعة.

وفي يوم من الأيام قرر صاحب المزرعة أن يسافر من المدينة التي يعيش فيها إلى مدينة أخرى حتى يبيع الحطب في سوق المدينة، وفي يوم السفر استعد الفلاح وجهز نفسه، كذلك حضر البضاعة التي سيأخذها معه، وقسمها بين الحمار والحصان حتى يحمل كل منهما جزءًا إلى سوق المدينة.

لكن الحمل الذي كان يحمله الحمار أخف بكثير من الحمل الذي وضع على ظهر الحصان، وقد تعمد الفلاح ذلك نظرًا لبنية الحصان القوية التي تعد أقوى من بنية و جسم الحمار، وفي الطريق تأفف الحصان وأخبر الحمار بأن الحمل على ظهره ثقيل، ولا يمكنه حمله، فقال له الحمار:

- لا تتأفف يا صديقي، فنحن على وشك الوصول، لا تقلق.

 لكن سرعان ما غضب منه الحصان وقال له:

- بالطبع، أنت تقول ذلك؛ لأنك لا تحمل الحمل الثقيل الذي على ظهري، فأنا حملي أثقل من حملك الخفيف الذي على ظهرك.

وبينما كان الفلاح يستريح في المساء من الطريق الشاق والحمار والحصان، انتظر الحصان حتى ينام صديقه الحمار ليبدل بسرعة الحقائب، فوضع الحمل الثقيل للحمار، وما إن استيقظ الحمار والحصان من النوم حتى وجد حمله على ظهره أصبح ثقيلًا جدًّا، وفي أثناء المشي تعثر الحمار في طريقه، فما كان من الفلاح إلا أن قال:

- لا يوجد حل الآن إلا أن أضع كل الأثقال التي معي على ظهر الحصان حتى نستطيع أن نصل في موعدنا المحدد.

وفعلًا وضع كل الأحمال على ظهر الحصان حتى ينال الحصان عقابه المنتظر، لذا عزيزي كل ما علينا أن نتعلمه هو أن نكون دومًا نشيطين وقادرين على عمل وإنجاز المطلوب منا، ولا نخدع أي شخص.

قصة العصفورة نونو

هو عصفور جميل الألوان، وله من الجمال ما يكفي العالم بأكمله، وفي يوم من الأيام كان يحلق في السماء، وفي أثناء تحليقه في السماء عبر فوق الغابة الكبيرة التي فيها الحيوانات كلهم، وما إن وجد الغابة الواسعة أصبح ينظر هنا وهناك حتى وجد الفيل موجودًا في مكان كبير وجميل فيه من الخضرة والحب والأعشاب الكبيرة والصغيرة، لقد كان الفيل يفرح ويمرح مع أصدقائه الأفيال الكبار والصغار.

وبعد مروره على الفيل مر العصفور النونو بجوار عدد من بيوت السلاحف فوجدها أيضًا ملأى بالأعشاب والأكل الصغير اللذيذ الجميل الذي يحب أن يتناوله، ومر كذلك ببيت الببغاء فوجده جميلًا وألوانه مبهجه، ووجد في البيت الأكل الذي يريد ويحب أن يتناوله كذلك، وكان العصفور النونو كلما مر ببيت من تلك البيوت حزن بشدة؛ لأنه لا يملك تلك الأشياء الجميلة التي توجد في بيوت باقي الحيوانات.

ومر كذلك العصفور النونو ببيت القردة ليجدهم يلعبون معًا، ويشكلون فرقًا مختلفة، ويتناولون الطعام معًا كذلك، بينما العصفور النونو يطير ويحلق في السماء وحيدًا لا يوجد معه أو جواره أي طائر من الطيور في السماء.

وفي النهاية عندما قرر العصفور النونو الرحيل نظر لبيت العصافير، لقد وجدهم يجلسون معًا فرحين مهللين لا يشتكون من شيء، فقال لهم العصفور النونو:

- أنا أريد أن أعيش معكم، فأنتم تحيون هنا حياة رائعة، أريد أن أحياها معكم.

فنظر له صديقه العصفور من القفص حتى قال له:

- لا تقل كذلك يا نونو، فأنت تطير محلقًا في السماء متمتعًا بحريتك كاملة، بينما أنا في القفص هنا مقيد لا أقدر على الطيران أنا وأصدقائي، فأنت تحيا حياة جميلة يا صديقي أحسدك عليها أنا ورفاقي كذلك، فلا شيء يا صديقي يساوي حريتك في هذه الحياة، كل ما عليك أن تحمد الله على ما وهبك ومنحك إياه من الحرية، فالحرية لا تساوي أي شيء في هذه الحياة يا نونو.

 عزيزي، كل ما علينا أن نتعلمه هو أن حريتنا غالية دومًا، لكن علينا أن نستغلها استغلالًا مناسبًا ومطلوبًا، فهي أغلى ما نملك، ليحمد الله العصفور النونو على كل ما يملكه، ثم يكمل طيرانه وتحليقه في السماء غير متأفف، حامدًا الله على كل النعم التي يمتلكها في حياته.

وهكذا عزيزي القارئ نكون في هذا المقال قد تناولنا قصص أطفال قصيرة يمكننا أن نستخدمها دومًا ونحكيها لأطفالنا قبل النوم، ففيها من العبر والحكايات ما يعلم أولادنا التفاني والإخلاص والحب وعدم انتظار المقابل.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 19, 2023, 10:12 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 16, 2023, 11:35 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 15, 2023, 8:43 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 4, 2023, 3:10 م - جوَّك آداب
نوفمبر 1, 2023, 6:21 ص - نجوى علي هني
أكتوبر 31, 2023, 7:34 م - فرح راجي
أكتوبر 10, 2023, 7:43 ص - بيد جورج
سبتمبر 21, 2023, 7:44 ص - سحر حسين احمد
سبتمبر 5, 2023, 1:24 م - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 3, 2023, 5:23 ص - صفاء السماء
أغسطس 31, 2023, 11:12 ص - رايا بهاء الدين البيك
أغسطس 30, 2023, 8:19 ص - بوعمرة نوال
أغسطس 28, 2023, 1:51 م - الشاعر احمد آل عسكر الشجيري
أغسطس 26, 2023, 2:04 م - بوعمرة نوال
أغسطس 26, 2023, 1:11 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 26, 2023, 1:01 م - دينا محمود احمد الحامد
أغسطس 26, 2023, 12:16 م - محمود سلامه الهايشه
أغسطس 20, 2023, 10:27 ص - مجانة يمينة
أغسطس 13, 2023, 10:54 ص - محمد محمد صالح عجيلي
يوليو 16, 2023, 6:28 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
يوليو 13, 2023, 6:37 م - فاطمة إبراهيم أحمد
يوليو 10, 2023, 5:22 م - عبدالحليم عبدالرحمن
يوليو 9, 2023, 3:59 م - وائل محمد بديوى العديسى
يوليو 4, 2023, 2:32 م - وائل محمد بديوى العديسى
يوليو 4, 2023, 7:57 ص - عبدالحليم عبدالرحمن
يوليو 2, 2023, 6:49 م - عبدالحليم عبدالرحمن
يونيو 17, 2023, 8:23 ص - أسماء سركوح
مايو 7, 2023, 9:13 ص - اسماعيل على لطفي محمد
أبريل 26, 2023, 12:34 م - آية فرج زيتون
مارس 30, 2023, 9:15 ص - لطيفة محمد خالد
مارس 20, 2023, 12:03 م - فضل الله يوسف فضل الله الشاعر
مارس 20, 2023, 7:43 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
مارس 16, 2023, 8:07 ص - محمود عابد متولى
مارس 12, 2023, 1:49 م - فضل الله يوسف فضل الله الشاعر
مارس 12, 2023, 5:53 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
مارس 6, 2023, 8:08 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
مارس 4, 2023, 1:30 م - مني حسن عبد الرسول
مارس 2, 2023, 12:58 م - آية محمد الخضر
فبراير 23, 2023, 1:37 م - خوله كامل عبدالله الكردي
فبراير 22, 2023, 9:47 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
فبراير 21, 2023, 2:06 م - حسن المكاوي
فبراير 15, 2023, 9:02 ص - آية محمد الخضر
فبراير 11, 2023, 7:32 م - عادل عبدالقادر عوض أحمد الجمال
فبراير 11, 2023, 9:36 ص - محمد إسماعيل الحلواني
فبراير 4, 2023, 8:07 م - علاء علي عبد الرؤف
يناير 31, 2023, 8:17 م - خوله كامل عبدالله الكردي
يناير 31, 2023, 2:00 م - مجدي زكريا محمود
يناير 31, 2023, 8:24 ص - علاء علي عبد الرؤف
يناير 30, 2023, 8:20 ص - محمد محمد صالح عجيلي
يناير 29, 2023, 6:02 م - خوله كامل عبدالله الكردي
يناير 12, 2023, 5:41 ص - عبد الله عبد المنعم معروف
يناير 9, 2023, 12:07 م - جوَّك لايف ستايل
أكتوبر 28, 2021, 5:32 ص - احمد ابراهيم الدسوقى
سبتمبر 9, 2021, 4:17 م - وجيه نور الدين محمد شرف
أغسطس 24, 2021, 7:42 م - سعد عبدالعزيز الباقري
يناير 26, 2021, 12:42 ص - مصطفى رجب شاهين
نوفمبر 23, 2020, 4:54 م - محمد صلاح
نوفمبر 22, 2020, 10:39 م - Majed Alkhawaja
نوفمبر 5, 2020, 6:22 م - زهراء الأمير
أكتوبر 5, 2020, 10:47 ص - اندرو نادي جندي
سبتمبر 29, 2020, 10:21 م - سماح القاطري
أغسطس 4, 2020, 10:56 م - سهير محمد إبراهيم
يونيو 11, 2020, 11:36 م - معتصم الصالح
مارس 18, 2020, 4:14 ص - ماريز ادوارد
مارس 17, 2020, 2:21 ص - جهاد العناني
مارس 15, 2020, 11:22 م - حسناء ماهر محمد كرم الله
نبذة عن الكاتب