لا أحد منا يستطيع العيش وحيدًا وفي عزلة تامة عن الآخرين؛ فهذا قانون الحياة وهكذا تشكَّلت مجريات الكون، لا بد من وجود كثير من الأشخاص حولنا حتى نشعر بمعنى الحياة وتواتراتها وانفعالاتها.
وحتى نتعلم أسلوب الحياة الصحيح ونتعرف على الخاطئ منه، وهكذا خلق الله عز وجل وتعالى البشر حتى يتفاعلوا سويًّا ويكونوا أُسرًا كبيرة تتابع إحياء الأرض بكل ما فيها لتستمر دورة الحياة.
ولكن قد نرى كثيرًا من الأشخاص الذي يأنسون بالبقاء في معزل عن الناس ويعيشون في وحدة محدقة، ترى هل تساءلنا يومًا لماذا يعيش هؤلاء بهذه الطريقة ويبتعدون عن كل من حولهم، وما الأسباب التي دفعتهم لذلك، وهل هذا يعد سلوكًا ناشئًا تبعًا لمرض نفسي أو عقلي أو حتى جسدي معين؟
اقرأ ايضاََ التوكيدات الإيجابية وسيلتك الفعالة لتغيير حياتك
هل تُعد الوحدة مرض؟
نعم، في بعض الأحيان قد تسبب هذه الوحدة والعزلة نوعًا من الاختلال النفسي وفقدان التوازن العقلي وانعدام التركيز بسبب عدم التشاركية في الأفعال وردود الأفعال، وبالتالي سيصبح هذا الشخص صانعًا لعالمه الخاص الذي قد يطوره ليبدأ برؤية أشخاص حقيقيين يتحدث معهم ويشاركهم في يومياته، فهذه الطبيعة إنسانية بحتة ليس لأي شخص القدرة على السيطرة عليها.
اقرأ ايضاََ كيف تبني ثقتك في نفسك؟
ما صفات الشخص الوحيد أو المنعزل؟
للشخص الوحيد أو المنعزل عن العالم الخارجي والآخرين عدد من الصفات الخاصة التي تميزه عن غيره وأهمها أنه شخص هادئ، متأمل، ذكي، يحتاج إلى التركيز ليحصل على ما يدور في ذهنه، ينجز أعمالًا أكثر نجاحًا وكمًّا وتقدمًا عندما يكون في عزلة مع نفسه وأفكاره، سريع الغضب، يرتبك في الزحمة ويتأثر سلبيًّا في مثل هذه الأجواء.
هل الوحدة أو العزلة طبع مكتسب أم فطري؟
لا يُولد الإنسان عادةً كارهًا لأشياء على حساب أشياء أخرى ولا يفضل شخصًا عن آخر فيما عدا والدته التي خصها الله تعالى وعلا على الآخرين وهذا طبيعي، لكن يبدأ هذا الإنسان بالانخراط داخل العالم كلما كبر قليلًا ويبدأ باكتساب الطباع والعلوم ويتعرض لانتكاسات وانكسارات وإلى خذلان وجبر، إلى حزن وسعادة.
ولكن تكرار نوع معين من الانفعالات السابق ذكرها وشدة قسوتها أو حتى شدة حيويتها وجمالها يُسهم في بلورة وتشكيل طباع هذا الإنسان، فالشخص الوحيد قد يتميز بصفات الهدوء والذكاء والقدرة على التركيز لكنه أيضًا كان محبًّا للعالم الخارجي ويحيا بين الناس طبيعيًّا ولكن بطباع أقل اجتماعية وفاعلية مجتمعية عن غيره.
ولكن هل تساءلتم لماذا ابتعد وفضل البقاء في عزلة تامة وآثر ترك الجميع واستبدال بحياته ونشاطاته عالمًا خياليًّا بحتًا، معرِّضًا نفسه لأخطار صحية وعقلية ونفسية جمة؟! نعم صحيح لقد تعرض لضغوطات نفسية شديدة وانكسارات متكررة وقاسية، ولكونه بطبيعته شخصًا هادئًا حسَّاسًا لم يكن ليقدم على طلب المساعدة من أحد أو حتى التفوُّه بمشكلاته وآلامه.
اقرأ ايضاََ دراسة مبسطة في تحليل الشخصية والتعرف إلى أنماط الشخصية
الحلول الواجب اتباعها مع الشخص الذي يعاني من العزلة التامة
1- التقرب منه رويدًا رويدًا حتى لا ينفر في حال الاقتراب منه بغلظة.
2- عدم إلقاء اللوم المتكرر عليه وتوبيخه بكلمات قاسية سيكون مفعولها سلبيًّا وعكسيًّا على حالته.
3- مشاركته تأملاته وهدوءه وما يحب ويهوى حتى يبدأ بالتفاعل شيئًا فشيئًا.
4- طلب المساعدة منه وتحميله بعض المسؤولية حتى يعاود نشاطه واندماجه مع الآخرين.
5- البدء في إخراجه إلى العالم الخارجي ولو من بعيد، كاقتراح إجراء نزهة في السيارة مثلًا.
6- لا بأس من استشارة مختص اجتماعي أو طبيب نفسي إذا كانت حالته متطورة لدرجة الخوف من العالم الخارجي.
نوفمبر 16, 2023, 1:16 م
❤️❤️
نوفمبر 16, 2023, 2:46 م
❤
نوفمبر 16, 2023, 4:00 م
🖒🖒
نوفمبر 18, 2023, 12:17 م
👌💚
نوفمبر 22, 2023, 2:09 م
👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.